ليال حدادتحاول أن تتجاهل كل ما يدور من حولك. تغمض عينيك وأذنيك علّ الحديث «بيقطع على خير» وتنتقل إلى حديث آخر عن التبولة أو نانسي عجرم وفوزها بجائزة عالمية. ولكن لا، يبدو أن الجميع مصرّ على نفس الحديث. حسناً تريدون التحدّث بالسياسة، فليكن حديثاً بالسياسة.
«أنا أحبّ الرئيس الإيراني». تسقط العبارة كالصاعقة على الجميع. تعيدها مجدداً، وتستمتع بالنظرة البلهاء التي يتبادلها الجميع، قبل أن يدلي كلّ بدلوه في الموضوع. «إيه بكرا بس يلبسوكِ شادور تبقي خبريني» يقول صديقك. هذا الأخير من مناصري حزب النقطة والسطر. «ما حضرتِ بيرسيبوليس؟» يقول صديقك الآخر المنتسب إلى حزب الأرزة ودائرتها الحمراء...
تبتسم دون أن تجيب عن أيّ من هذه التعليقات. يسكت الجميع. «أنا مع التوطين». النظرة نفسها، ولكن مرفقة هذه المرّة بوجوه حمراء غاضبة. تنهال العبارات العنصرية من الجميع باستثناء إحدى صديقاتك، التي تفهم في السياسة ما تفهمه أنت في الموسيقى الكلاسيكية، أي... لا شيء.
بقي تعليق واحد يجب أن تقوله ليقتنع الجميع بضرورة تغيير الحديث. «أظنّ أن الزعيم فلان الفلاني قتل بيار الجميّل فتاريخه حافل بعمليات القتل». صمت جديد و... بينغو. ها هو صديقك يتحدّث عن إحدى مباريات كرة القدم.
وبالمناسبة أنت لا تحبّ الرئيس الإيراني، أنت ضدّ التوطين، وأنت مقتنع تماماً بأن «فلان الفلاني» قتل بيار الجميّل.