قاسم س. قاسموساعد الطقس الغائم الحضور على التجمع في مكان واحد. منهم من اعتلى الممر الشتوي الوحيد المؤدي إلى حرم الكلية لكي يحظى بمنظر أفضل على الحضور. «بالروح بالدم نفديك يا لبنان»، كلمات أطلقها الطلاب لتأكيد ارتباطهم بوطنهم، ورفضهم للتطبيع فهتفوا «لا للتطبيع». لم يكن التحرك مدروساً أو مخططاً له، كما يؤكّد الجميع. اجتمعت الأحزاب في الكلية وتحركت لتؤكد «أننا نحن الطلاب شريحة مهمة من المجتمع، وأننا هنا لنقول لا للتطبيع»، تشرح ممثلة اتحاد الشباب الوطني رؤى صعب. لم ينسَ الحضور الدور الذي تؤديه المملكة العربية السعودية في هذا الحوار ودورها الفاعل فيه، فشككوا في نيّاتها من خلف هذا الحوار، إذ تقول ديالا عبد الناصر ممثلة حركة الشعب «إذا كانت المملكة على هذا القدر من الانفتاح على الآخر، فلماذا تتعامل مع أصحاب الرأي والفكر من مواطنيها بواسطة «المطوّعين»؟».
كذلك استغرب الطلاب هذه الازدواجية في العالم العربي، إذ «إننا نحتفل بذكرى شهدائنا الذين سقطوا ضد العدو الإسرائيلي، وهم يذهبون ليتكلموا مع من قتلهم».. كانت الكلمة الختامية في الاعتصام الرمزي لعصام عواضة، ممثل حزب الله، الذي تساءل عن «العلاقة بين هؤلاء القتلة والدين، هل الدين يعطي هؤلاء الحق بقتل الأطفال وإعدام العزّل؟». أنهى الطلاب تحركهم بالعودة إلى الصفوف، وبقي طارق النمر وهو طالب فلسطيني في الباحة ليقول «إنّ الزعماء العرب أصنام لا تصنع غداً لشعبها».