زينب عواضةلماذا خلقني الربّ أنثى بجسد أفعواني، كما يقول لي!
لماذا خلقني بنهدين يتقنان دورهما في مسرحية الإغواء بمهارة!
لماذا جعلني أنثى بجمال ناقص، كما قال أنسي، لأنه أكثر إثارة من الجمال الكامل، لكن النقص ليس في العينين أو الفم، فهناك المبالغة تشتد!
أنا لست مثلية الجنس، لكنني أواجه صعوبة حيث أعيش. معاناتي تكمن في أنني أنثى، والأنثى في الوطن، الوطن العربي، هي كائن ثان.
يستطيع الرجل في مجتمعاتنا أن يغتصب، ولاحقاً يعتذر ويقول «كنت ثملاً».
يستطيع ألا يتزوج باكراً وأن يعاشر كلّ نساء الأرض، وبعدها لا يرضى الزواج إلا من عذراء «طاهرة».
يحق لرجلنا الشرقي أن يقتل دفاعاً عمّا يسمّيه شرفاً.
الرجال في مجتمعاتنا، شعب مختار. قرأت مقطعاً من أغنية أفغانية في مقال لروزا ياسين حسن تقول فيه: «يريد حبيبي أن يبقي لساني في فمه، ليس من أجل اللذة، بل ليفرض حقوقه الدائمة عليّ، ضع فمك على فمي يا حبيبي، ولكن اترك لساني طليقاً ليحدثك عن الحبّ».
كنت أذهب سيراً على الأقدام إلى مكان عملي، وأصادف يومياً شاباً يتحرّش بي من على حافة الطريق. بعد ستة أشهر من التحرش، استطعت أن اذهب إلى رجل من قوى الأمن، فنهره. ومع ذلك لا أزال أتمنى لو كنت رجلاً.
لله حكمة في كلّ شيء. بالطبع هناك حكمة في خلقي أنثى.