جيزيل خلفيلتقي باحثون من جميع الدول العربية في سوريا غداً، بدعوة من جامعة الدول العربية، لبحث قضية الهوية الثقافية العربية والمبادئ التوجيهية الهادفة إلى ترسيخ الانتماء ودعم مقوّمات الهوية الثقافية العربية لدى الأطفال في الوطن العربي. وسيُصار إلى مناقشة ورقة كانت الجامعة العربية قد وزعتها على مندوبي الدول الأعضاء، تتضمن: السياسات والتشريعات، والأسرة والإعلام، والمؤسسات الثقافية، ومنظمات المجتمع المدني والمناسبات الوطنية والعربية. وفي إطار التحضير للمشاركة اللبنانية في المؤتمر، دعا المجلس الأعلى للطفولة عدداً من الاختصاصيين لتقديم ملاحظاتهم على الورقة وهم هشام زين الدين، وجوزيف إلياس، وسعاد الحكيم ونجلاء بشّور الذين عملوا على وضع مقترحاتهم من خلال ندوة مشتركة تلتها ورشة عمل قُسمت أعمالها وفقاً للمحاور المطروحة في ورقة الجامعة العربية. وكلّفت الوزارة كلاً من أنطوان صيّاح ونجلاء بشور التي عملت على وضع الورقة الأخيرة لتقديمها في المؤتمر.
مشاركة لبنان ستركز حسب الورقة النهائية على تنمية الهوية الثقافية كقضّية عالمية مرتبطة بتقدم الدول، والعدالة، وحقوق الشعوب في خضم التحديات الداخلية والخارجية التي تعانيها الدول العربية والخارجية، كالعولمة وارتباط السيطرة الثقافية بالهيمنة الاقتصادية.
وفي المشاركة اللبنانية ربطٌ للهوية الثقافية بالتنشئة الاجتماعية والمواطنية التي تقوم على تنمية المهارات والطاقات لدى أفراد المجتمع، ولا سيما الأطفال، لأخذ دور في هيكلية المجتمع والمساهمة في ارتقائه، وكون الثقافة العربية تشمل الحقوق والواجبات والتعرف على قضايا حساسة ومناقشتها، كقضايا فلسطين والعراق والأقليات التي ترتبط بالقرار السياسي.
وأهمّ ما تركز عليه المشاركة االلبنانية أيضاً هو ضرورة ارتباط الهوية العربية بالعصرية لا بالماضي فقط. وعن آليات تعزيز الهوية الثقافية العربية، يعلّق المشاركون اللبنانيون على ارتباط ما ورد في القوانين والتشريعات العربية بالقرار السياسي، كما يلحظون دور التعليم، إذ إن بداية تعزيز أي مفهوم يبدأ بالمعرفة، وترسيخ الانتماء هو من مسؤوليات المدرسين الذي يتم من خلال دعم تدريس اللغة العربية وترجمة أمهات الكتب العالمية إلى العربية، وإدخال مادة الخدمة الاجتماعية إلى المناهج الدراسية وتنظيم نشاطات تمتد في العالم العربي، وتشجيع إنتاج قصص ومسرحيات عن أبطال العرب وانتصاراتهم. وسيكون التركيز على أهمية دور الأسرة ودور الإعلام المتكامل مع التعليم في قضية تنمية الهوية الثقافية، وعلى ضرورة تقديم برامج عن الثقافة العربية بلغة فصحى مبسطة للأطفال، وإنتاج برامج مشتركة على صعيد الدول العربية، وإقامة ورش عمل للعاملين في مجال الإعلام بشأن موضوع الثقافة العربية وتبادل الخبرات. ولا ينسى المشاركون اللبنانيون التركيز على أهمية المجتمع المدني وتحقيق الشراكة بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لإنجاح المشاريع الثقافية، وإضافة يوم الأم، واللاجئ والمعوّق إلى المناسبات الوطنية.
وآخر توصيات لبنان تأليف هيئة عربية لدعم الجهود الآيلة لترسيخ الهوية الثقافية، وإنشاء صندوق عربي خاص بتنفيذ نشاطاته.
هل سينجح المثقفون والباحثون العرب المشاركون في المؤتمر في إيجاد صيغة مشتركة لترسيخ الهوية الثقافية العربية؟ وهل ستبصر هذة الخطة النور على أرض الواقع، أم ستذهب أدراج الرياح كغيرها من نتاجات العمل العربي المشترك؟