الهرمل ـــ رامي بليبلعثر عمال الصيانة في مكتب مياه الهرمل أمس على بقايا أحشاء حيوانية داخل... قسطل مياه الشفة الرئيسي عند تقاطع أحد الأحياء (حي المعالي) وسط المدينة، عندما كانوا يتحرون سبب انقطاع المياه يومين متتاليين هناك. وكانت مياه الشفة قد انقطعت عن الحي المذكور دون أي تحرك لمكتب مياه الهرمل، ما دفع الناس للتجمع والمطالبة بإعادة المياه إلى مجاريها. المفاجاة كانت عندما استجاب عمال الصيانة وفحصوا القساطل الرئيسية من النبع، وحين وصولهم إلى نقطة معينة، فاحت روائح كريهة من داخله، وعند فتح القساطل عثر على أحشاء وكروش بقر «بخيرها»، ولكن مهترئة ومتجمعة عند تفرعات القسطل إلى الأحياء، كانت هي ما يمنع المياه، ولله الحمد، من المرور. فعمدوا إلى تنظيفها وإنهاء الأزمة، فيما تولى مخفر درك الهرمل التحقيق في الموضوع، بناءً على طلب من قائمقام الهرمل طلال قطايا.
وتفتح قصة تلوث مياه الشفة الجديدة في الهرمل، باب التساؤل على مصراعيه عن الرقابة والسلامة العامة والمحاسبة في قضية هي من أهم القضايا المتعلقة بصحة الإنسان. فبعد معارك وتجاذبات سياسية دامت سنوات بين الأفرقاء السياسيين، جرى بعدها تلزيم مد شبكة مياه الشفة، يتطلع الأهالي إلى ضرورة تأمين الحراسة اللازمة للمنشآت الخاصة بضخ مياه الشفة من نبع رأس المال، من أجل منع الاقتراب من مصادر المياه التي تتعرض يومياً للتلوث. وخصوصاً بعدما عُثر على بقايا الأحشاء الحيوانية في القسطل الرئيسي. علماً بأن هناك موظفين مهمتهم الحراسة، لكنهم لا يقومون بواجباتهم كما هو واضح، على أكمل وجه.
وقد وجّه ناشطون بيئيون نقداً لبلدية الهرمل بسبب غض نظرها عن الإهمال والتسيب الحاصل في محيط النبع، إن كان لجهة رمي النفايات المضرة عند فوهة القساطل الرئيسية، أو لجهة استمرار حركة البناء وما يترافق معه من حفر للجور الصحية ذات المواصفات المنافية للأصول. بالرغم من وجود الكثير من الكتب المسجلة لديها التي تدعوها إلى التشدد في هذا الأمر.
وبعيداً عن التجاذبات الحاصلة بين أصحاب المنازل والبلدية والجمعيات البيئية، يرتفع صوت أهالي المدينة العطشى بالرغم من كونها تعوم على المياه، ليناشدوا المعنيين في وزارة الموارد المائية والكهربائية ومصلحة مياه البقاع، عدم التراخي في صحة أبنائهم وليسألوا متى يشرب أطفالنا مياهاً نظيفة؟