أمل عبد اللهالحفاظ على معدل ثابت للسكر في الدم (Glycemic Load GL) هو الطريق الأمثل لحرق الدهون، هذا باختصار ما يقوم عليه نظام الحمية التي يقدمه في كتابه «موسوعة الريجيم والتغذية المثلى ــ ريجيم GL الثوري» الذي صدر مترجماً إلى اللغة العربية عن دار الفراشة. يؤكد هولفورد أن التحكم في معدّل السكر في الدم أو GL لا يؤدي إلى خسارة الوزن الزائد فحسب، بل يحسّن الوضع النفسي والصحي للفرد، إذ إنّه يشفيه من بعض الأمراض كالشقيقة ومشاكل البشرة، ويقي من أمراض السكري والضغط وتصلّب الشرايين، فالطاقة التي تنتج من حرق الدهون تخفف من حدة الضغوط النفسية التي يعانيها المرء، وتزيد قدرته على التركيز.
يتألف الكتاب من خمسة أجزاء يحتوي كل منها عدة فصول. يعرض الكتاب المبادئ التي تقوم عليها الحميات الأكثر رواجاً في العالم، ويوضح أسباب فشلها في تحقيق النتائج المرجوة لمتّبعيها، وهو يقدم شرحاً تفصيلياً لـ GL معتمداً أسلوباً علمياً مبسّطاً ومستعيناً بجداول ورسوم بيانية لتدعيم فكرته. وهو لا يكتفي بالشرح النظري بل يقدم بصورة مفصلة لكل ما هو مباح، وكل ما هو ممنوع مع تحديد يومي للوجبات الغذائية الصحيحة. ويقدم وصفات لتحضير الكثير من الأطعمة الصحية.
لا يمكن القول إن هذا الكتاب هو مجرد دعوة لاتّباع النظام الغذائي الأمثل، كما يسميه الكاتب، بل إنه يمثّل بدرجة كبيرة مصدراً لفهم عملية التغذية بطريقة عامة. فالكتاب يقدم شرحاً للتمثيل الغذائي للأنواع الرئيسية من الغذاء كالدهون والكاربوهيدرات والبروتينات، ويشير إلى الأضرار التي قد تنشأ عن تناول هذه الأطعمة بطريقة غير متوازنة. هذا الدرس المفصّل في علم التغذية قد يُشعر القارئ بالملل، إذا كان مهتماً فقط بالتخلّص من الوزن الزائد، ويدفعه للانتقال مباشرة إلى الأجزاء التي تحوي الوجبات الغذائية التي توصي بها الحمية. أما إذا كان معنياً بالجانب النظري للأمر، فإن الخلفية العلمية التي يؤمنها الكتاب تجعل من القارئ أكثر وعياً وفهماً لما يدور داخل جسمه، وقد تساعده على إيجاد أجوبة عن الكثير من العوارض الصحية التي يعانيها.
ولم يُغفل الكتاب الجانب النفسي، بل تحدث عن الارتباط الوثيق بين الطعام والحالة النفسية للفرد، مقدماً نصائح لمعالجة اضطرابات الأكل، كما أنه تحدث عن كيفية ممارسة الرياضة ودورها في خفض الوزن.
ما يسهّل على القارئ استيعاب المعلومات العلمية الواردة في الكتاب، هو الابتعاد عن الكلمات العلمية المركبة إلا عند الحاجة، هذا إضافةً إلى إدراجها في جداول وعلى شكل نقاط محددة، واستخدام الاستبيانات التي تساعد القارئ على تقويم وضعه الصحي، كما أن الشهادات التي شملها الكتاب لاشخاص اتّبعوا نظام الحمية هذا والنتائج المشجعة التي حققوها تزيد من حماسة القارئ على خوض هذه التجربة.
يذهب الكاتب بعيداً في نقده للحميات الغذائية المتّبعة عالمياً، وهذه نقطة تُحسب ضد الكتاب الذي لا يعترف سوى بحمية GL. ولكن لا بد من الاعتراف بأن هذه الحمية تساعد من يتّبعها على التخلي عن العادات المضرّة بالصحة، كإدمان الكحول والتدخين، وتشجعه على تبني عادات سليمة وصحية، كما أن مستلزمات هذه الحمية في متناول اليد، في النهاية يمكننا القول إن هذا الكتاب يقدم حمية غذائية متوازنة وغير متطرفة يجري التركيز فيها على النوع أكثر من الكمّ، وإن كان اتّباعها يحتاج إلى الإرادة والمثابرة.