برج حمود ــ رندلى جبورشهد صيف لبنان وخريفه في هذا العام أسوأ أزمة كهرباء. فبين سندان أسعار المازوت المرتفعة جداً ومطرقة التقنين، وصلت فاتورة المولدات الخاصة إلى المئة دولار شهرياً في بعض المناطق مقابل 5 أمبير فقط.
ارتفعت الفاتورة وأصوات المواطنين. أهالي برج حمود احتجوا بدورهم، وخصوصاً التجار «الفاتورة كتير غالية والحالة المعيشية صعبة»، «ساعات التغذية عبر المولدات الخاصة لا تغطي ساعات تقنين الدولة». لكن في بعض الأحيان يمكن النصح «شوف مصيبة غيرك بتهون عليك مصيبتك». تقول إحدى ساكنات برج حمود: «ارتفعت الفاتورة ولكنها لا تقاس نسبة لغيرنا». ففيما وصلت الفاتورة في المناطق المجاورة إلى 90 دولاراً شهرياً، لم تتعدَّ الفاتورة في الشهور الصعبة في أكبر بلدة متنية «90 ألف ليرة». والسبب نظام وضعته بلدية برج حمود منذ أكثر من 5 سنوات تحدد فيه التسعيرة شهرياً وفق التقنين وأسعار المازوت. ويشرح نائب رئيس البلدية رافي كوك أغلنينيان أن «هذا النظام يضبط المشاكل بين أصحاب المولدات من جهة، وبينهم وبين المواطنين من جهة أخرى، بعدما وصلوا للخبيط واللبيط».
وباعتراف عدد كبير من السكان وأصحاب المولدات، فإن تسعيرة برج حمود هي الأكثر انخفاضاً بين مناطق الجوار وحتى في كل لبنان، ولكن «فيه كتار بضلوا يشتكوا لو شو ما عملتلن» يقول كوك أغلنينيان الذي تحدث عن نسبة 99% من الالتزام بالتسعيرة البلدية، وخصوصاً أن التسعيرة ترد كل شهر على المحطة التلفزيونية الأرمنية الخاصة بهذه الضاحية، وبالتالي «الموزع ما فيه يغش وإلا يمكن أن يشتكي الناس عليه». إذاً صحيح أن الأسعار ارتفعت لكنها مقارنة مع غيرها تبقى متدنية. ولكن «من يدفع ربع مرتبه فواتير كهرباء لن يقارن» يقول أحد السكان الذي انتقد الدولة «لا أصحاب المولدات والبلدية المسؤولة عن معيشتنا».
مئة مولد كهربائي تغذي برج حمود تقريباً، و«صحيح أن ربح الموزعين قليل جداً إلا أننا مرتاحون»، يشير ميشال بو خزعل صاحب أحد المولدات. وحتى حين وصلت التسعيرة لقمة الكلفة أي «90 ألف ليرة شهرياً، لم تتعدَّ التسعيرة هذا المبلغ». ولتفادي الخسارة الكبيرة خفضت ساعات التغذية بدون أن تقل عن 200 ساعة شهرياً. لا مضاربات ولا فوضى في برج حمود. ارتفاع الأسعار كان طبيعياً عكس المحيط. ففي حي مار يوسف التابع لبلدية الجديدة البوشرية السد وصلت التسعيرة إلى 90 دولاراً. «وكل واحد فاتح ع حسابو» يقول أنترانيك المستاء من الوضع. ويخبر أن بلدية الجديدة وضعت إعلاناً منذ شهر تقريباً بتحديد التسعيرة وتوحيدها «فمزق العاملون في المولدات الأوراق». أما مصادر البلدية فأشارت إلى أن السلطة المحلية عممت بياناً يقضي بالالتزام بالقرار الرسمي، وأحالت بعض المخالفين إلى النيابة العامة. أما في الشهرين الأخيرين حين انخفض سعر المازوت وارتفعت ساعات التغذية بالتيار فانعكس الوضع: انخفض السعر في الكثير من المناطق إلى 55 ألف ليرة، وخصوصاً مع اعتماد بعض البلديات صيغة بلدية برج حمود. أما في برج حمود فلم تخفض التسعيرة إلى أكثر من 60 ألفاً. والسبب التعويض على أصحاب المولدات خسارتهم في الأشهر السابقة.