يتحرك اليوم أساتذة الجامعة اللبنانية مع نظرائهم في المدارس الرسمية والخاصة للحفاظ على حقوقهم المكتسبة، والضغط باتجاه تحقيق مطالبهم. كيف ينظر الطلاب إلى التحرك وماذا يتوقعون منه؟ وكيف يقضون يوم العطلة «اللي إجا من الله» كما عبّر أحد الطلاب، وهل يفكرون بمساندة أساتذتهم؟
قاسم س. قاسم
«إذا طوني عندو مدرسة بكرا اعمليلي missed call لروح علّموا»، يستعلم الطالب في كلية العلوم راغب دقدوق من والدة تلميذه في أثناء تنقله أمس من كليّته إلى منزله بواسطة الفان. كان راغب يريد معرفة مصير تلميذه لأنّه «قد أرجئُ تعليمه إلى الغد إذا كان عنده عطلة». جلّ ما كان يطلبه الشاب هو الراحة ليوم إضافي قد يؤمنها له الإضراب العام الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية، والتزم به أساتذة الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية والخاصة والمهنيات.
أعرب غالبية الطلاب عن سعادتهم بيوم العطلة الذي أتاهم من حيث لا يحتسبون. وبدا هؤلاء غير معنيين بمضامين التحرك. وإذا تضامَن الطلاب مع المعتصمين ضمنيّاً فلكلّ منهم طريقته الخاصة لقضاء هذا النهار. وقد بدأ علي غملوش بالتحضير ليوم عطلته مع أصدقائه على الهاتف رغم «أننا على أبواب امتحانات». لكن ذلك لا يهمّ، فبالنسبة إلى عليّ يمكنه أن يدرس لاحقاً إذ لا يمكن تفويت قضاء «يوم عطلة ببلاش».
لكن، لن يقضي الجميع ليل الإضراب أو نهاره في السهر أو اللهو، فالطالبة الجنوبية ريتا كركي التي انتقلت حديثاً إلى إحدى كليّات الفرع الأول كانت على علم بكل ما يجري من إضرابات وسمعت عن هذه التحركات عندما كانت طالبة في الصفوف الثانوية. إلّا أنها لا تحب أن تشارك فيها، لأنّها «لن تجدي نفعاً وهي مضيعة للوقت»، كما تقول. وتؤكد أنّ الأساتذة لن يحصلوا على ما يطالبون به لأنّه «لا يوجد أحد ليسمعهم». وستقضي ريتا يومها في الدراسة للامتحانات لأنّها تأخرت في التحضير قليلاً.
أما الطالب في قسم الكيمياء قاسم خليل فيعلم «أنّ هناك مطالب محقة للأساتذة»، لكنه لا يعرف طبيعة هذه المطالب، رغم أنّه يؤيد التحركات الساعية لتحقيقها «فلا يمكن تحقيق أي مطلب بصورة سهلة، خذوا موضوع التفرغ العام الماضي الذي عانى منه الأساتذة كثيراً. يتمنى خليل لو أنّ الطلاب يشاركون في هذا التحرك «لنتضامن مع الأساتذة كما تضامنوا معنا في العديد من المواضيع التي تهمنا».
أما طالب إدارة الأعمال محمد زعيتر فيرفض أي يوم عطلة إضافي لأنّه سيكون «يوم تأخير في المحاضرات». ينتقد زعيتر غياب التنسيق بين الأساتذة والطلاب لأنّه يجب أن يكون التحرك «موحداً من أجل تحقيق مطالبنا ومطالبهم معاً». رغم موقفه هذا، لا يبدو التفاؤل في حديث محمد، إذ يرى أنّه في لبنان لا يمكن لأي مطلب أن يتحقق إذا لم تكن تدعمه جهة سياسية معينة. لكنّه يؤيد الإضراب والاعتصام لأنّهما «أفضل وسيلة ضغط على الدولة التي لا تهتم بطلابها وأساتذتها».
في المقابل، يبدو أن معظم الطلاب لم يطّلعوا على طبيعة التحركات، فيما يهتم البعض للسؤال عن المعلومات المتعلقة بها وخلفياتها. لا يهمّ هؤلاء إلا يوم العطلة لتعويض ما فاتهم من «كسور في الدروس». ويرى آخرون أنّ التحرك الذي يقوم به أساتذتهم إجراء عاديّ، كما أنّهم يفضلون عدم مشاركتهم به أمام البرلمان اللبناني. فتعتقد طالبة علوم الحياة كارمن أمان الدين أنّه «من الأفضل أن أبقى في المنزل لأدرس لأنّ التحرك هذا لن يجدي نفعاً». تضيف كارمن وهي تبتسم أنّه «ربما هناك مطالب محقّة للأساتذة، لكن الموضوع لا يخصّني أبداً».
خرج الطلاب أمس من قاعاتهم مع انتهاء الدوام الجامعي، ليقفوا في باحة كلياتهم يحاولون تنسيق سهرة أو نشاط معين، يقومون به معاً بعيداً عن إضراب أساتذتهم وهمومهم.


الإضراب وإلغاء الانتخابات في ضيافة LMD

على خلفية نشاط أقامه قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب لشرح نظام LMD، استطاع ممثل رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور ابراهيم زين الدين أن يجد منبراً ليشرح طبيعة إضراب الأساتذة الذي سيتخلله اعتصام أمام البرلمان اللبناني، الحادية عشرة من صباح اليوم. كذلك أبدى زين الدين امتعاضه من قرار رئيس الجامعة زهير شكر بتعليق الانتخابات، داعياً الطلاب إلى «التحرك من أجل حق طبيعي لكم». ووصف زين الدين ما يجري في الجامعة اللبنانية بأنّه نتيجة وجود «القليل القليل من الديموقراطية»، مشبهاً زملاءه الذين وافقوا على القرار «كنعام تخفي رأسها في الأرض». وحذر من النتيجة السلبية التي ستنعكس على علاقة الأساتذة بالطلاب.