سناء الخوريبالطبع، ستفتقد نشرات الأخبار والصحف، مُفاخرة الزعماء بفوز «طلابهم» بهذا المجلس أو ذاك، ولن يمارس «المحللون» هوايتهم المفضلة في تفسير انعكاسات النتائج على الموازين السياسية، ولكن ما الفرق الذي يحدثه انتخاب أيّ مجلس طلابي في هذه الجامعة؟ أيعتقد أيّ مجلس أنّه ينتخب لـ«كاريزما» أفراده أم أنّ الموازين الطائفية ذاتها التي تحكم لبنان هي نفسها التي تجعله «أوليغارشية» في الفرع الذي ينتخبه؟
ما الفرق الذي أحدثته كلّ المجالس الطلابية في الجامعة الوطنية منذ التسعينات حتى اليوم، وأبنية الجامعة ومناهجها تحتاجان إلى ترميم جذري؟ هل طرح أيّ مجلس برامج جديّة في هذا المجال غير زيارة الزعماء للتهنئة وتوزيع البيانات؟
إن كانت الجامعة هي المكان الذي تتكوّن فيه شخصية الشاب أو الشابة سياسياً، فمعظم المجالس الطلابية نُسخ عن عقليات الزعماء ونادراً ما تفكر في تغيير النظام السياسي الفاسد خارج إطار الشعارات المعلوكة المتداولة في نقاشنا السياسي الروتيني.
رغم المواهب الخدماتية لمجالس طلابنا الكريمة، فخلفية تصوير المقررات وتوزيع البرامج هي الخلفية نفسها التي تدفع القوى السياسية إلى تزفيت الطرقات وتوزيع كراتين الإعاشات قبل انتخابات «الكبار».
ثم من قال إن النشاط الطلابي لا يمكن أن يكون إلا الشكل المصغر لمعارك سياسية أكبر، وأن لا يتعدى كونه وقوداً لخيال زعماء طوائفنا الانتخابي، رغم تجاهلهم المستمر لخفض سن الاقتراع؟