صيدا ــ خالد الغربيصور ــ آمال خليلهكذا إذاً. هلّ هلال الدولة في الناقورة. تفقد وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي مرافئ الجنوب، يرافقه المدير العام للنقل عبد الحفيظ القيسي، ورئيس مرافئ الجنوب حسن سويدان، بدءاً من النقطة الجنوبية القصوى بيننا وبين فلسطين المحتلة، مروراً بصور والصرفند وصيدا وصولاً إلى الجية. الزيارة لجوار فلسطين نبعت من موقف العريضي المتيمن «بالشهيد كمال جنبلاط الذي كان أول زعيم سياسي يزور الجنوب، ووفاءً للشهداء الأبطال والجرحى والأسرى المحررين والأهالي الذين ساندوا هؤلاء في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، والذين حقّقوا الانتصار على العدوان» كما أعرب العريضي.
كان هذا في الناقورة. أما في مرفأ صور، فقد اتسعت دائرة المطالب لتشمل إدخال الصيادين الضمان الاجتماعي، وتأهيل مينائهم والضبط المحكم لاستخدام الديناميت. المطالب اشترك في طرحها إلى جانب الصيادين ونقيبهم في الجنوب خليل طه، كل من النائبين علي خريس وعبد المجيد صالح، ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، ومدير مصلحة استثمار مرفأ صور عبد المطلب الحسيني. أمّا العريضي، فقد أعلن أنه «جرى الاتفاق على تأهيل مرفأ صور، وأجرينا الدراسات لتتحول إلى مناقصة، ثم التنفيذ آخذين في الاعتبار عند توسيع المرفأ الحفاظ على آثار المدينة فوق الأرض وتحتها ليكون مرفأً متقدماً. وسنرسل وفداً من وزارة الأشغال للكشف على مواقع العمل لمعالجة بعض الإشكالات التي تعوق عمل الصيادين، وبعد رفع التقرير يبدأ العمل فوراً». وطالب العريضي إدارة النقل «بتحضير مشروع بشأن الضمان الاجتماعي للصيادين لمناقشته مع وزارة العمل». أما الديناميت، فقد أمل أن «تتخذ السلطات الأمنية الإجراءات اللازمة ورفع الغطاء من جانب القوى السياسية عن أي مرتكب لأنها قضية وطنية». وكشف عن «زيارة قام بها المدير العام للنقل ومدير السكك الحديد السوري، تليها عما قريب زيارة وفد سوري آخر». وفي إطار جولته الجنوبية، تفقّد العريضي ميناء الصيادين في الصرفند، فسينيق والواجهة البحرية للمدينة الصناعية على ساحل صيدا الجنوبي، وكان في استقباله رئيس بلدية الغازية محمد سميح غدار، ولجنة من أصحاب المؤسسات الصناعية أطلعوه على مشكلة تآكل أساسات بعض هذه المؤسسات وتصدع بنيتها بفعل الأنواء البحرية، وعدم وجود حاجز حماية بحري.
وتوّج الوزير العريضي جولته الجنوبية بزيارة تفقدية لمرفأ صيدا التجاري وميناء الصيادين، حيث كان في استقباله رئيس مصلحة استثمار المرفأ وليد بعاصيري، ونقابة صيادي الأسماك، الوكالات البحرية، عمال المرفأ، وأصحاب المراكب السياحية، واطّلع منهم على حاجاتهم، ولا سيما توسيع السنسول البحري المخصص لاستقبال السفن الكبيرة، وموضوع تأهيل ميناء الصيادين ومشاغل صناعة المراكب والسفن وغرف الصيادين، وتسلّم مذكرات بالمطالب العائدة لمختلف قطاعات البحر. وتفقّد بعد ذلك سوق السمك المحاذي للميناء، والتقى عدداً من الصيادين وأصحاب بسطات السمك.
وفي مرفأ السفن، أصغى الوزير لمطالب أصحاب الوكالات البحرية ولشروحهم بتوسيع المرفأ أو إقامة سنسول حماية، وبدا حاسماً لجهة أن أي عمل سواء سنسول حماية أو توسيع الرصيف باتجاه زيرة (جزيرة) صيدا، دائم أو مؤقت إذا ما اعترضت عليه مديرية الآثار أو منظمة الأونيسكو فإنه لن يتم و«شيلو الموضوع من راسكم» يقول الوزير، مكمّلاً سيره بين الرافعات العملاقة.
كما بحث العريضي إمكان إنشاء مرفأ حديث ومتطور على الشاطئ الصيداوي، وفي واقع الصيادين وعمال المرفأ «الذين يتحملون كل الأنواء، أنواء السياسة والخلافات السياسية التي تعصف بالبلد، وتؤخّر الكثير من الأعمال، والأنواء الطبيعية أمواج البحر التي تلحق أضراراً بهم، وهم بالتالي بحاجة إلى حماية السنسول الذي تحدثنا عنه»، دون أن يذكر إن كان هناك سنسول لحمايتهم من الأنواء السياسية. وأردف: «أمامنا ثلاثة مراكز ستسلّمها قريباً وزارة الأشغال ومديرية النقل للصيادين والعاملين في المرفأ، أهمية هذه المراكز أنها تحافظ على مهنة إنشاء المراكب والسفن والصيانة والإصلاح».
واختتم الوزير العريضي جولته الجنوبية في مجدليون، حيث لبّى دعوة وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري إلى حفل غداء تكريمي أقامته على شرفه في مجدليون.