نهر البارد ــ عبد الكافي الصمد«المال مقابل العمل» هو عنوان المشروع الذي أطلقته جمعية النجدة الاجتماعية في مخيم نهر البارد، مطلع أيلول الماضي، بالتعاون مع هيئات إنسانية دولية في إطار «برنامج الإنعاش الاقتصادي في حالات الطوارئ للأشخاص المتأثرين من تداعيات أزمة المخيم». ويهدف المشروع إلى تأمين مورد مالي يحلّ جانباً من المشكلة المعيشية ـــ الاجتماعية للأهالي المنكوبين، في ظل انعدام فرص العمل أمامهم منذ عودتهم إليه قبل أقل من سنة. والمشروع الذي أمّن دخلاً مالياً مقبولاً من نوع «كفاف يومنا»، وإن غير منتظم لـ1375 شخصاً موزعين بين الذكور والإناث، كانت محطته الأخيرة تجهيز 970 مريولاً مدرسياً وتقديمها مجاناً لطلاب الروضات في المخيم، بعدما «شملت محطاته السابقة تنظيف الطرقات من الركام والدمار، وترميم وتأهيل بعض المقابر، والتحضير لإنشاء حديقة عامة في قطاع C، إضافة إلى المشاريع الأخرى التي سيتم البدء بها قريباً، مثل ترصيف الطرقات والقيام بحملات تشجير»، وفق ما أشارت منسقة فرع الجمعية في الشمال نوال الحسن.
ولفتت الحسن إلى أنه بعدما شغلت المشاريع السابقة لأكثر من مئتي شخص، استتبعت بمشروعين عمل فيهما مئة وثماني نساء، وهما: صناعة المؤن الغذائية، وإنجاز «المراييل» لطلاب رياض الأطفال الستّ في المخيم. وأكدت الحسن أن «المأساة الكبيرة التي يعيشها أهالي البارد، والوعود الواهية المتعلقة بتمويل إعادة إعمار المخيم المنكوب بجزءيه القديم والجديد، وتقليص خدمات الأونروا بعد خفض برنامج عمل الطوارئ بسبب عدم وجود تمويل من الجهات المانحة والدول العربية، دفعتنا كمؤسسات إلى تأليف هيئة مناصرة أهلية تضم حتى الآن 23 جمعية ومؤسسة وهيئة، تعمل على حل العديد من المشكلات من خلال الزيارات لشخصيات معنية وتنفيذ اعتصامات من أجل تحقيق مطالب أهالي المخيم، وقيامها بورشات توعية على المخاطر التي تواجههم».
وشددت الحسن على ضرورة أن «يقوم كل بدوره»، مطالبة أهالي المخيم بأن «لا يقفوا متفرجين ، وأن يكونوا إلى جانب كل الهيئات التي تعمل لمصلحتهم حتى تحقيق أهدافهم، لأنهم أصحاب حق، وكي يرتاحوا من هذه المأساة التي وقعت عليهم دون أي ذنب اقترفوه». بدورها، أوضحت عضو الجمعية هناء العينين أن «تحضير المراييل استغرق شهرين»، لافتة إلى أن الأقمشة ولوازم صنعها «قدمتها لنا مؤسسة «مرسي كور»، وأنها كانت ذات خمسة ألوان وفق خصوصية كل روضة لتمييزها عن البقية».
ولفتت العينين إلى أن «النّساء اللواتي شاركن في هذا العمل حصلن على مبلغ 10 دولارات يومياً، والمشرفة على كل مجموعة منهنّ على 15 دولاراً، وأن ساعات العمل اليومية كانت خمساً، وهنّ توزعن مجموعات تبعاً لأماكن سكنهنّ في المخيم». وكانت الجمعية، بعد إنهائها المشروع، قد نظمت أمس احتفالاً بالمناسبة في مقرها في الجزء الجديد من المخيم، تحدث فيه كل من الحسن، ومدير مشروع «المال مقابل العمل» عثمان عثمان، ومدير الأونروا في المخيم محمد الحاج.