غادة دندش نجاريخفف الكريستال السائل إذا ما استُخدم لاصقاً في بعض الأدوات الميكانيكية، من قوة الاحتكاك إلى درجة تكاد تعادل انعدام الاحتكاك. هذا الكشف توصلت إليه أخيراً مجموعة من العلماء الألمان في جامعة فرانهوفر. قوة الاحتكاك هي واحدة من أهم المشاكل التي تواجه عمل الآلات الميكانيكية، كمحركات السيارات أو السلالم والمسطحات الكهربائية التي تنقل الحقائب والمسافرين في المطارات وجميع المعدات الميكانيكية، حيث تحتكّ الأجزاء المشكّلة بعضها ببعض في حركة مستمرة. هذه القوة تتسبّب، إلى جانب الاهتراء السريع للمعادن وارتفاع درجة الحرارة داخل الآلة، بهدر كبير للطاقة رغم استخدام أحدث اللاصقات. لقد طرح الدكتور أندرياس كلير وزملاؤه في معهد Fraunhofer Institute for Mechanics of Freiburg الألماني إمكان استخدام الكريستال السائل كلاصق في المعدات الميكانيكية، وقد اعتمدوا في التجارب التي أجروها على المبادئ الأساسية لنظرية الاحتكاك التي وضعها كل من ليوناردو دافنتشي وشارل أوغستان دو كولومب، وقد تضمنت التجربة مراقبة قوة احتكاك قسطل معدني عمودي يضغط على مسطّح خلال قيامه بحركة أفقية ذهاباً وإياباً. لاحظ العلماء أن قوة الاحتكاك تثبت مع مرور الوقت ومع استخدام الزيوت. أما حين توضع طبقة من الكريستال السائل بين القسطل والمسطح فتنخفض قوة الاحتكاك حتى تلامس الصفر. هذه النتيجة كانت مشروطة بضبط قوة ضغط القسطل على المسطّح ضمن حدود معينة. أما إذا تخطت قوة الضغط هذه الحدود، فتبدأ قدرة الكريستال السائل على تخفيف الاحتكاك بالانحسار. هذا الأمر يجعل الكريستال السائل قابلاً للاستخدام كلاصق في الآلات التي يكون الضغط بين أجزائها محدوداً. والكريستال السائل حالة من حالات المادة لوحظ وجودها في الخلايا النباتية لأول مرة عام 1857. إنها تتألف من جزئيات مستطيلة أو مسطحة تصطفّ بشكل متوازٍ، لكنها متحركة ومتباعدة على خلاف مثيلاتها في الكريستال الصلب. لذا تمتاز ببعض خصائص السوائل لكنها لا تسيل مثلها، فنجدها في حالة لزجة أو أكثر صلابة تبعاً للحرارة التي تكون فيها أو لقوة التيار الكهربائي الذي نعرّضها له أو تبعاً لعوامل أخرى.