بلال عبودتمثّل وسائط التخزين في الكمبيوتر والأدوات الإلكترونية الحديثة واحداً من الأمور الأساسية في عمل أي جهاز وسرعته، وهي من الأمور التي تمثّل عاملاً مؤثراً لشراء القطعة الإلكترونية وتحديد سعرها. لقد شهدت هذه الوسائط وأدوات التخزين من أقراص صلبة وبطاقات تخزين الذاكرة تطوراً هائلاً وسريعاً جداً، أول قرص صلب انتشر في الأسواق، كان، رغم حجمه الكبير، لا يتسع لخمسة ميغابايت (ما يعادل ملفاً صوتياً صغيراً)، أما الأقراص الموجودة اليوم في المنازل والمكاتب فتزيد سعة أي منها على 200 جيغابايت حداً أدنى، رغم حجمها الصغير، لتتناسق مع المعادلة العصرية، حيث تزيد مساحة الذاكرة كلما تقلص حجم القرص أو البطاقة.
وقد شهد واقع صناعة وسائل التخزين أنواعاً مختلفة في السنوات الخمس الأخيرة، كما شهد طفرة هائلة مع انتشار الأقراص الصلبة المحمولة ذات السعة العالية (100 جيغا حداً أدنى)، بالإضافة إلى بطاقة الذاكرة السريعة التوصيل (flash memory) بالسعة الكبيرة مقارنة بالقرص المرن (floppy disk) الذي اختفى عملياً من التداول والاستعمال، حتى أن الحواسيب الحديثة لم تعد توفر المحركات (drivers) المعدة لقراءة هذا النوع من الأقراص.
اتخذت عملية التخزين منحىً جديداً مع إطلاق شركة «هيتاشي» أول قرص صلب في العالم بمساحة 1تيرا بايت (التي تعادل 1024جيغابايت)، كما أن شركة Seagate المصنع الأول في العالم للأقراص الصلبة أعلنت عن إطلاق الـ Barracuda وهو أول قرص صلب في العالم مصمم للاستخدام المنزلي وبقياس 1,5 تيرا بايت، وهذه المساحة الخيالية ستعني الكثير في مجال التخزين والأدوات الإلكترونية التي ستُحال إلى التقاعد مع وجود هذا الكم الكبير من الذاكرة لاستخدامها، حتى أقراص الـ DVD و الـ CD أصبحت مهددة بخطر الزوال. قد يكون من المبكر الحديث عن هذه النقطة بالتحديد، لكن الوقت في عالم التكنولوجيا يقاس بأجزاء من الثانية، كما أن حسابات المساحة والذاكرة بدأت بزمن التيرا بايت الذي يأتي بعده البيتا بايت (peta) حيث تعادل كل بيتا حوالى ألف تيرا بايت.
إن لهذا التطور السريع فائدة كبيرة لمستخدمي التقنيات بلا شك، وذلك على مستوى حفظ المعلومات وجودتها، ولكن هذه الفائدة مُكلفة جداً، حيث يتطلب كل انتقال من مرحلة إلى مرحلة تغييراً في كل الأجهزة الإلكترونية الشخصية، فبعد مرور سنة على شراء أي جهاز يصبح لا يماشي التطور ومن المستحسن تغييره، ومع الوقت يتطلب تحديثاً وإضافات من أجل أن يتأقلم مع القطع الأكثر سرعة أو حداثة، التي لا يمكن للتجهيزات السابقة أن تقوم بمهماتها، كحال الأجهزة التي لا تقرأ أقراص الـ DVD، مما يتطلب شراء drive جديد، ولهذه التغيرات نتائج مباشرة على ارتفاع مبيعات الأجهزة التقنية على غيرها من المبيعات، كما أن أصحاب المداخيل المحدودة هم من يدفعون الثمن المباشر لللحاق بركاب التطور التكنولوجي الفائق السرعة، في الوقت نفسه لا تهتم الشركات الكبرى بمثل هذه التأثيرات، وهي تستمر بطرح منتجات متتالية وكل منتج يتقدم على الذي سبقه بنقطة أو اثنتين لا أكثر، حيث تخطت مبيعات شركة Seagate مثلاً حاجز المليار قرص صلب، وهو ما يترجم واقعاً تتنافس فيه شركات إنتاج القطعة التقنية مع شركات البرمجة لإثبات سيطرتها على حساب المستهلك دوماً.
الأقراص الصلبة المحمولة: وهي من وسائط التخزين العالية المساحة التي يمكن حملها إلى أي مكان ووصلها بأي حاسوب (بعض الأقراص المحمولة يصل حجمها إلى نصف راحة اليد) وتؤمن سعة تخزين تعادل تلك الموجودة في القرص الصلب الثابت تصل إلى 500 جيغابايت وأكثر، وهو ما يساهم في نقل آلاف الملفات الصوتية والفيديو والصور بسهولة ومرونة عالية، ولكن مثل هذه الأدوات معرضة لخطر الفيروس نتيجة وصلها بأكثر من كمبيوتر، بالإضافة إلى إمكان الضياع أو التضرر نتيجة الوقوع أو الكسر.