راجانا حميةمع أوّل «شتوة» في منطقة البقاع، تُشغل النساء بتحضير المؤونة. ففي هذا الفصل، تختفي بعض أنواع المأكولات، لتحلّ مكانها أخرى تأتي في صدارتها الأطباق التي تتكوّن أساساً من الحبوب وسائل البندورة. ولعلّ أطيب ما في تلك القائمة الشتويّة، «المخلوطة»، أو «السبع حبوب»، كما يسميّها أبناء القرى البقاعيّة. لا أحد يذكر متى باتت هذه الخلطة طبقاً أساسيّاً في البيوت البقاعيّة، إلّا أنّها انتشرت انتشاراً واسعاً في الفترة الأخيرة ، ولا سيّما في الفترة الممتدة بين شهري كانون الأوّل وشباط، نظراً لسهولة تحضيرها، إذ إنّ جميع مكوّناتها «بيتيّة»، ولا تتعدّى «السبع حبوب»، كما يشير اسمها. وهذه الحبّات السبع هي العدس والحمّص والبرغل والفاصوليا واللوبياء المجفّفة والبازلاء والباذنجان (القماع، كما يسمّونها)، مع سائل البندورة. لكن طبق «المخلوطة» لا يقتصر على هذه الأنواع السبعة فقط، وإن كانت هي الأساس، حيث تعمد بعض ربّات المنازل إلى إضافة أنواع أخرى بحسب الرغبة، كالبصل وقطع البندورة و«المقتة» والحرّ المجفّفة والبطاطا. ولعلّ الميزة الأساس لهذا الطبق أنّه يحوي الكثير من الفوائد، فمكوّناته تشتمل على كميّات من البروتينات النباتيّة والحديد، كالعدس، والأملاح المعدنية والفوسفور كالحمّص.. إضافةً إلى ما يمنحه من دفء في الطقس البارد.