رغم انتهاء الحملات الإعلامية والرسمية التي دانت سرقة إسرائيل للمأكولات الشرقية ونسبها لتراثها وثقافتها، اختارت الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) في بيروت، يوم أمس، لتذكير اللبنانيين بأنّ «الطعام هوية». غير أنّ حملة الجامعة بدت مختلفة، أو أقله أكثر فعالية، عن كل الحملات السابقة، فالجامعة تحضّر لأرشيف خاص بالطعام اللبناني «هكذا يجري حفظ المطبخ اللبناني بوثائق تبقى عبر الزمن»، يقول مدير مركز الدراسات السياحية والخدماتية في الجامعة الدكتور سعيد اللاذقي.كذلك نظّمت كلية إدارة الأعمال في الجامعة بالتعاون مع وزارة السياحة ندوة لتأكيد هوية الأطعمة الشرقية، ولا سيّما الفلافل والفول والحمص والتبولة. وأبدى الطلاب من جهتهم اهتمامهم بالنشاط «لم أكن أعلم أن إسرئيل تسرق تراثنا، هل تعقل هذه الوقاحة»، تقول غنوة مفرّج. تقترح الشابة أن تقوم الجامعة بطبع نشرات ومجلات توزّع على الطلاب كي يوزعوها بدورهم على محيطهم وأهلهم. إلّا أنّ هذه الحماسة لا تنطبق على كل الطلاب، فمنهم من لم يبال بالنشاط «شو الوطنية هيي بالأكل أو بالمبادئ والأفكار؟»، يسأل خالد سنّو، مؤكداً أنّ هذه الضجة بشأن سرقة إسرائيل للطعام الشرقي «بلا طعمة».
وتخلّلت الندوة كلمات للمديرة العام لوزارة السياحة، ندى سردوك، تحدّثت فيها عن تاريخ المطبخ اللبناني، فيما لفت رئيس نقابة أصحاب المطاعم، بول عريس، إلى انتشار المطاعم اللبنانية في العالم، والتي تخطى عددها 12 ألف مطعم. كما أعلن إنشاء موقع إلكتروني يشير إلى أصل المأكولات، ويعرّف العرب والأجانب بالطعام اللبناني.
من جهته، تطرّق المنسق الوطني للأمم المتحدة للتنمية الصناعية، باسل الخطيب، إلى ضرورة تحديث القوانين وتطوير المصانع «ولاحقاً تطوير المطاعم».
وتلا الندوة تذوّق لأطعمة لبنانية حضّرها طلاب «مختبر الأطعمة» في الجامعة، «كل هذا الطعام وكل هذا الإبداع لا يمكن أن نقبل بسرقته»، يقول أحد الطلاب لرفيقه وهو يتذوّق الفلافل. أصرّ الطالب على تكرار تعليقه عند كل تذوّق، إلى أن انتهى به الأمر إلى القول «إسرائيل تحاول استفزازنا، ولكنها لن تنجح، فكل العالم يعرف أن الحمص لبناني، حتى إن بعض الأجانب لا يعرفون من لبنان سوى الطعام كالكبّة النيّة والتبّولة».