إيلي شلهوبربما هي إحدى المرات النادرة التي يصدق فيها شمعون بيريز. قالها بوضوح: إما نحن وإما إيران. خيار أكد أن سوريا مضطرة إلى اتخاذه. ترجمته الحرفية، بحسب بيريز نفسه، «إما السلم وإما الحرب». معادلة جديدة تحمل في طيّاتها تهديداً لا لبس فيه لدمشق، يمكن أن يتخذ أشكالاً متعددة، وإن كان يبدو مؤجّل التنفيذ لضرورات إقليمية ودولية. لكن ما تضمره قد يكون أكثر أهمية.لقد ساوى بيريز إيران بالحرب التي يبدو مؤكداً أنّ الحائل دونها موازين قوى عسكرية لغير مصلحة الدولة العبرية، رغم مكابرة جنرالات إسرائيل وضباطها. فعل ذلك وهو يدرك أن باراك أوباما يستعد للانتقال إلى البيت الأبيض، فيما يحزم جورج بوش حقائبه لمغادرته. توقيت بالغ الدلالة، يكشف عن أن إسرائيل لم تنطل عليها شعارات «التغيير» ولا تراهن عليها، وعن أنها تُدرك أن «استراتيجية الحوار» لن تؤتي ثماراً ترضيها. باختصار، إنها رسالة «صادقة» تؤكد لمن لم يفهم بعد أن إسرائيل لا تستطيع التعايش مع إيران «قوة إقليمية»، بقنبلة نووية أو من دونها، تنشر «قواعد عسكرية على حدودنا».
لا يعني ذلك أنّ تل أبيب ستعوق حركة أوباما في المنطقة، بل على العكس. ستتركه، على الأرجح، يغرّد منفرداً إلى أن يُبحّ صوته. هي مطمئنة إلى أنه عاجز عن إبرام تسوية لا تناسبها. لا ترى ضرراً في إعطائه شرف المحاولة، وإن كانت متأكدة من انعدام فرص نجاحها. لا بد أنها تدرك أن إيران لا تستطيع هي أيضاً التعايش معها. تراهن على عامل الوقت وما قد يحمله من «تغيير».
صحيح أن ما يجري على حدودها الشمالية والجنوبية يبث الرعب في نفوس قادتها ومواطنيها، لكنّ رؤية ملوك العرب ورؤسائهم لا شك في أنها تحيي فيها الأمل. ما جرى أخيراً في حوار الأديان كان نموذجاً. كذلك حال الحصار المصري المفروض بغطاء عربي على أطفال غزة ونسائها وشيوخها. أما ما يجري حالياً في العراق، فتلك قصة أخرى، خلاصتها العبرية: عشق الاستعمار لا يزال هواية عربية.
يبدو أن مدرسة أبو مازن تلقى رواجاً، يعوّم في إسرائيل عقيدة... نتنياهو.