جوانّا عازار«إذا غُطّي سهل البقاع بشاشات تلتقط ضوء الشمس وتحوّله إلى كهرباء، فبإمكان لبنان أن ينعم بالكهرباء مجاناً، وأن يوزّعها أيضاً على الدول العربيّة»، الكلام للمهندس طوني جورج البستاني، الذي يصف نظام الحصول على الكهرباء من الطاقة الشمسيّة بالموضوع «الجديد في لبنان، تماماً كهواتف الخلوي التي بدأت مع نخبة، لتشمل في بضع سنوات المجتمع اللبناني بكلّ فئاته». البستاني في هذا الإطار، نفّذ مشروع «رامسس»، الذي يهدف إلى حلّ مشاكل ارتفاع أسعار الفيول عالميّاً في قطاع الزراعة، ويرمي إلى جعل الجرّافات والآليّات الزراعيّة تعمل على الطاقة الشمسيّة. المشروع الذي أعدّه الاتّحاد الأوروبي بمشاركة عديدين من لبنان وخارجه، نفّذه البستاني في دير مار سركيس وباخوس في بلدة عشقوت اللبنانيّة الذي تحيطه الأراضي الزراعية، وتزدهر فيه زراعة العنب والزيتون، وفيه مزرعة أبقار. هكذا، نُفِّذت أوّل جرارة تسير على الطاقة الشمسيّة Photovoltaic system ، يعمل مولّدها على بطاريات تشحن من الطاقة الشمسيّة، وتُمكّن الجرارة من العمل 6 ساعات متوالية من دون انقطاع، وفيها إنذار لشحن البطاريات قبل أن تفرغ بقليل.
إضافةً إلى ذلك، زُوِّد المصنع في الدير بالكهرباء الناتجة من الطاقة الشمسيّة، بطريقة تجعله قادراً على أن يعطي الطاقة ثلاثة أيّام متواصلة رغم انقطاع الكهرباء أو حتّى غياب الشمس كليّاً. أمّا تقنياً، فهو يقوم على التقاط الضوء من الطاقة الشمسيّة، وتحويله عبر عمليات عدة إلى طاقة تساوي الكهرباء التي نستخدمها عادة. أمّا عن مسألة الاستغناء كلياً عن كهرباء الدولة، أو المولّدات، فإنّ ذلك يبقى رهن الزبائن الذين قد لا يلغون اشتراكهم بكهرباء الدولة، إذا فرغت البطاريات ولم يكن هناك طاقة شمسيّة كافية. ويشرح البستاني أنّه في دول كسويسرا يستعمل البعض الطاقة الشمسيّة صباحاً، وكهرباء الدولة مساءً، وهذا النظام موصول على الشبكة الخاصة بالدولة. ويعمد آخرون أيضاً إلى تخزين الطاقة الشمسيّة وبيعها إلى الدولة، فتكون الاستفادة مزدوجة لهم ولها. وفي مناطق أخرى، هناك نظام Stand alone للمناطق التي لا تصلها الكهرباء كالأودية الوعرة والجبال المرتفعة.