وجّهت جمعية فرح العطاء رسالة سلام إلى شباب التبانة وجبل محسن وسعدنايل وتعلبايا، في مسيرة الاستقلال التي نظمتها في الشمال والبقاع
أمل ديب
التاسعة والنصف صباحاً، يعلو صوت الأشبال والزهرات في أفواج الكشافة في طرابلس من أمام مقرّ بلدية طرابلس. ينشدون الأغاني الوطنية حيناً، والأغاني الكشفية في غالب الأحيان، في محاولة من قادة الفرق لأن يلهوا هؤلاء الأطفال ويبقوهم على انضباطهم لحين انطلاق المسيرة. إنها مسيرة «استقلالنا سلامنا...كلنا منعمل لبنان» التي دعت إليها جمعية فرح العطاء بالتعاون مع بلدية المدينة، وشاركت فيها مدارس وجامعات وجمعيات مدنية وكشفية ومنظمات في الشمال.
عانق صوت جوليا صوت الموسيقى الكشفية، وارتفع العلم اللبناني وحده، وحضر «الدبّيكة» وراقصو السيف والترس وهم يرتدون الأزياء الفولكلورية، وساروا إلى جانب الأطفال والشباب والنساء الذين توافدوا منذ الثامنة صباحاً من كلّ أنحاء طرابلس والشمال ليتشاركوا فرحة الاستقلال.
أراد المنظّمون أن يكون للمسيرة طابع خاص «يعكس الصورة الحقيقية للمدينة، لطرابلس العيش الواحد»، كما أوضح ملحم خلف، رئيس الجمعية. لذا، كان الهدف أن يشارك في المسيرة أهالٍ وأطفال من باب التبانة وجبل محسن تحت راية العلم اللبناني صارخين «لا للحرب...نريد السلام». وارتفع صوت الطفلة هبة من باب التبانة يطالب «بتحييد الأطفال عن صراع الكبار»، ليلاقي حلم الطفلة بتول من جبل محسن بالذهاب يوماً إلى المدرسة من دون الخوف من القنابل.
لم تتأثر المسيرة بالإشكال الأمني الذي حصل الجمعة في باب التبانة، سوى أنّ البعض خاف من أي ردّة فعل، إلّا أنّ رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي حرص على الاتصال شخصيّاً بالجمعيات المشاركة لطمأنتهم إلى أنّ الأمن سيكون ممسوكاً خلال المسيرة.
تأخّر انطلاق المسيرة إلى العاشرة بعد أن كان محدّداً في التاسعة، بسبب تأخر وصول الوفود المشاركة من باب التبانة وجبل ومحسن، وصعوبة التنسيق بين الجمعيات المشاركة، «الكلّ بدّو يمشي بالأول»، يتذمّر أحد المنظّمين. كان لافتاً حضور عناصر «انضباط» من كشافة الغد بقمصانهم الخضراء وهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم السادسة عشرة. حضرت أيضاً بيبا حاماتي، مهاجرة لبنانية مقيمة في دبي، وصلت أمس إلى بيروت، وصباحاً إلى طرابلس، كي تشارك في المسيرة لتعيّد الاستقلال في لبنان بعد أن كانت «محرومة من العيد مدى 25 عاماً بسبب الغربة».
ورغم زخّات المطر التي رطّبت شوارع المدينة وسقت أغصان الزيتون التي حملها تلامذة المدارس وصغار الكشافة، أكمل أكثر من 4 آلاف مشارك المسيرة ليطوفوا شوارع المدينة من دار البلدية إلى شارعي عزمي ونديم الجسر وصولاً إلى الحديقة العامة في الميناء، حيث أقيم احتفال ألقى فيه رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي كلمة، وحضره رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين ورئيس المنطقة التربوية في الشمال حسام الدين شحادة وممثلون عن الجمعيات والهيئات المشاركة. واختتم المهرجان بلوحات فنية من تقديم مدارس أبي فراس الحمداني، النصر الرسمية وجمعية كشاف لبنان المستقبل.