كفركلا ــ كامل جابربعد «خضة» أوّل من أمس التي شهدتها المنطقة الحدودية لجهة قيام الكتيبة الإسبانية بتنفيذ أشغال موازية لورشة إسرائيلية في محيط عبّارة كفركلا من دون إعلام الجهة اللبنانية، وبعد أن قام الجيش اللبناني بتوقيف الورشة، شهدت المنطقة، أمس، حركة دبلوماسية وأمنية، كان اللافت فيها كفّ يد الكتيبة الإسبانية عن المشروع وتوكيل إتمامه إلى الكتيبة البلجيكية.
لذلك عقد اجتماع ميداني ضمّ ممثّلين عن القوات الدولية والجيش اللبناني ونائب رئيس بلدية كفركلا محمد رشيد طويل، بمشاركة نحو 200 عسكري وضابط من الجانبين اللبناني والدولي. وبحث المجتمعون سبل تصريف مياه الأمطار التي تتجمع في البساتين الإسرائيلية والتي تتدفق إلى الأراضي الزراعية في كفركلا من خلال العبّارة التي ما زالت تثير نزاعاً مستمراً بين الدولة اللبنانية وإسرائيل منذ عام 2000.
وحدد المجتمعون 27 نقطة ضمن الخط الأزرق لإقامة قنوات لتصريف المياه التي ستتجمع في المنطقة، على أن تباشر الكتيبة البلجيكية العمل فيها اليوم، الأربعاء، لا الكتيبة الإسبانية التي كانت قد بدأت الورشة هناك. ولم تعرف الأسباب التي تقف وراء كفّ يد هذه القوة في المنطقة الخاضعة لسيطرتها «الدولية» ومن ضمن صلاحياتها الأمنية والإدارية، وخصوصاً أن اليونيفيل لم تصدر بياناً، أمس، كما كانت قد قالت لمراسلة الأخبار في صور. ولدى الاتصال بهم أكدوا أن البيان سيصدر دون تحديد الوقت.
ويشير طويل إلى إن الاتفاق مع اليونيفيل يقضي بأن «لا تُصرّف المياه الآتية من فلسطين المحتلة عبر مستعمرة المطلة إلى كفركلا، حتى لا تحصل فيضانات داخل البلدة على نحو ما جرى في العام الماضي». ولفت إلى أن الإسرائيليين «سيقومون بجمع الأمطار داخل بحيرة تحدد ضمن الخط الأزرق لجهة الجانب الإسرائيلي، على أن تقوم قوات اليونيفيل بتصريفها من خلال قناة طولها 80 متراً، تصب ما بين الخط الأزرق والشريط الشائك على الحدود، ومن ثم تقوم القوات الدولية بسحبها بواسطة صهاريج إلى خارج البلدة».
وقال: «اتفقنا مع اليونيفيل على أن يكون هذا الحل مؤقتاً، بانتظار مشروع سيقوم به مجلس الوزراء يقضي بإقامة جدار دعم على طريق بلدة عديسة ـــــ كفركلا، لمنع دخول مياه الأمطار اللبنانية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مقابل قيام العدو بإيجاد حلّ نهائي لمسألة مياهه المتسرّبة نحو بلدة كفركلا.
ويلفت إلى أن البنك الدولي هو الذي سيتولى إقامة المشروع، وحالياً يقوم فريق من المهندسين التابعين له بإعداد الدراسات اللازمة على الأرض. هذا وقد شوهدت سيارتا هامر إسرائيليتان وجنود من العدو يحملون خرائط ويقومون بترسيم الحدود داخل الأراضي المحتلة مقابل العبّارة.