نيفين حمادةالصحة الإنجابية الصحيحة للأم والطفل، وخفض نسبة الوفيات بين الأطفال والرضع، وانتشار حالات الولادات المبكرة وأسبابها كانت من أبرز المواضيع التي ناقشها المؤتمر السنوي لجمعية NCPNN في فندق الموفمبيك أخيراً. تعمل الجمعية كي تتوصل إلى خفض نسبة وفيات الأطفال والرضع في لبنان، فلا تتجاوز عام 2015 ثلث عددها الحالي، إذ تبيّن الإحصاءات وفاة 19،1في الألف من الأطفال عام 2007، أما نسبة وفيات الرضع فكانت 22 في الألف عام 2006.
والسبب الرئيس بحسب المجتمعين في موت 28% من الرضع في العالم، هو الولادة المبكرة، وهي من المشاكل الصحية التي لم يجد الأطباء حلولاً ناجعة لها. واللافت أن نسبة الولادات المبكرة قد تضاعفت عالمياً خلال العقدين الأخيرين، فنحو 45 إلى 50% من الولادات المبكرة مجهولة العلة، ومن الأسباب المعروفة للولادات المبكرة تمزق غشاء الرحم والالتهابات الداخلية ومرض الأوعية الدموية والتدخين والعيوب الخلقية للرحم، وهناك أسباب تتعلق بالأمراض الوراثية والتشوهات الخلقية والحالة النفسية للأم والوضع المعيشي.
الاهتمام بصحة الأم قبل مرحلة الحمل وخلالها وبعدها، من أفضل الوسائل لخفض معدل وفيات الأطفال والولادات المبكرة، والتغذية السليمة للأم ومراعاتها طبياً عامل رئيسي في تجنيب المواليد الجدد بعض الأمراض الداخلية، والحساسية الجلدية والأمراض التنفسية، فمن الضروري مثلاً أن تتمتع المرأة قبل حملها وخلاله بمعدل عال من حمض الفوليك.
في لبنان تصل نسبة النساء اللواتي يستفدن من خدمات المستشفيات خلال عمليات الولادة إلى نحو 85% من السيدات، وهن بذلك يتمتعن بنظام صحي جيد مقارنة بما هو عليه الوضع في الدول النامية، وقد انخفضت نسبة الوفيات لدى النساء خلال الولادة في لبنان من 150 في الألف قبل عشر سنوات إلى 80 في الألف حالياً. أما الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات عند الولادة فهي: نزيف ما بعد الولادة، والمعاناة من حالات ضغط الدم العالي، والتهاب الدم ومشاكل في القلب.
وعرض المشاركون في المؤتمر دراسات جينية تساعد على تنمية الصحة الإنجابية في العالم، كما عرضوا دراسات عن الجينات المسؤولة عن التشوهات الخلقية للأجنة وأمراض القلب والأمراض المنتقلة وراثياً عبر زواج الأقارب، وهذا النوع من الزيجات يبلغ نحو 70% من إجمالي الزيجات في بعض البلدان العربية، ومن المعروف علمياً أن الأطفال المولودين من هذا النوع من الزواج مهددون أكثر من غيرهم بالمعاناة من بعض التشوهات الخلقية.


العلم والأعراف

تحرّم الأعراف الاجتماعية في بعض الدول الأفريقية والأوروبية زواج الأقارب، وهذا التحريم الاجتماعي يتطابق مع نظريات العلم الحديث الذي يبين أن ثمة رابطاً أساسياً بين زواج الأقارب وبعض الأمراض الوراثية كالسكري والربو وأمراض نفسية


تطوّر لبناني

ذكّر المشاركون بأن الدراسات اللبنانية بيّنت هي أيضاً أن صحة الأم والجنين تتطور بحسب تطور تعليم الفتيات، وأدى تطور العناية الصحية في المنطقة التي تكون فيها السيدات خلال فترة الحمل وقبلها دوراً إيجابياً