البقاع ـ نقولا أبورجيليمضت أكثر من خمس عشرة سنة على إقفال «ابتدائية قوسايا الرسمية» في 1994، ولا يزال الأهالي ينتظرون وعود الدولة بإنشاء المدرسة الجديدة التي وُضع الحجر الأساس لبنائها قبل ستة أعوام. ويروي مدير المدرسة السابق، نجيب الكعدي، الذي شغل المنصب لأكثر من عشرين عاماً، كيف كانت المدرسة تستقطب تلاميذ البلدة، وتصل فيها نسبة النجاح إلى 90 في المئة.
لكنّ أعداد المسجّلين في المدرسة بدأت تتراجع لتصل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى ما دون عشرين تلميذاً، وهذا ما أدى الى إصدار وزارة التربية والتعليم العالي قراراً بإقفالها نهائياً. ويلفت الكعدي إلى أنّ عدم تمكّن المعلمين من الوصول إلى المدرسة من أماكن سكنهم في القرى المجاورة، في ظل ظروف أمنية صعبة رافقت تلك الفترة، هو من أهم الأسباب التي اضطر معها الأهالي إلى إرسال أولادهم إلى المدارس الرسمية والخاصة الموجودة في القرى والبلدات المجاورة.
ويؤكد مختار البلدة، ضاهر عبدو، أنّ الأهالي يُضطَرون إلى ترك منازلهم طوال فترة العام الدراسي لتعليم أولادهم في مدينة زحلة، فيما يتحمّل أهالي ما يزيد على 60 تلميذاً من أبناء البلدة نفقات انتقال أبنائهم ودراستهم، وهم يتوزعون على المدارس الخاصة والرسمية المجاورة.
وفي هذا الإطار، يوضح رئيس بلدية قوسايا، طوني كعدي أنّ إنشاء مدرسة ابتدائية رسمية في البلدة يتوقف على استجابة «مجلس الإنماء والإعمار» للطلب الموجه إليه من وزارة التربية والتعليم العالي بموجب الكتاب الرقم 13760/11 تاريخ 27/10/2007. إذ وافقت الوزارة بموجب هذا الكتاب على بناء مدرسة رسمية في بلدة قوسايا على مساحة 2310 أمتار مربعة من عقار كانت وزارة التربية والتعليم العالي قد استملكته من البلدية لهذه الغاية تحديداً. ويؤكد كعدي أنّ الحجر الأساس لتشييد المبنى الجديد وضعه قبل ست سنوات وزير التربية والتعليم العالي آنذاك عبدالرحيم مراد. ويختم كعدي بالتمني على المعنيين في «مجلس الإنماء والإعمار» الإسراع بتوفير الاعتمادات اللازمة لإنجاز المطلوب وبناء المدرسة الضرورية لأهالي البلدة وأبنائهم.
تجدر الإشارة إلى أن المبنى القديم لابتدائية قوسايا الرسمية المؤلف من 5 غرف وملحقاتها هو ملك وقف «كنيسة السيدة» في البلدة، وتشغله حالياً بلدية قوسايا.