خضر سلامةبعد أقل من 24 ساعة على إطلاقها الخميس الفائت، أوقفت أوروبيانا، المكتبة الرقمية الأوروبية الموحدة، تاركة جملة معبرة لزائريها: موقع «أوروبيانا» لا يمكن الوصول إليه مؤقتاً بسبب الاهتمام الواسع الذي شهده عند إطلاقه، عشرة ملايين زائر في الساعة، سنفعل ما في وسعنا للعودة قريباً على أساس قوي، الموقع سيكون في الخدمة في منتصف ديسمبر.. المفوضية الأوروبية، مديرة المشروع، فضلت إغلاق الموقع مؤقتاً، بعدما توقف مرات عدة نهار الخميس الماضي، بسبب الضغط الكبير على الصفحة، مديرو الموقع كانوا قد توقعوا أن يصل عدد الزوار إلى خمسة ملايين زائر حداً أقصى، ووُضع ثلاثة خوادم (server) في خدمة الموقع، وبعد التوجه الكثيف لعشرة ملايين مستخدم للاطلاع على المكتبة، حاول المصممون إضافة خادمين آخرين، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً بسبب الضغط المتواصل على الصفحة.
الحادثة أثارت سخط الإعلام الأوروبي والفرنسي خصوصاً، فالمكتبة ولدت من اقتراح فرنسي، وقد سخر المدوّنون من التحضيرات التي سبقت إطلاق «أوروبيانا»، بعضهم ذهب إلى تهنئة «غوغل» بهذا النصر الذي قدمه له الأوروبيون بسبب فشلهم الذريع في إطلاق مشروع يراد له أساساً أن يكون مقارعاً لغوغل بوكس، وأشار مدوّنون بلجيكيون إلى حادثة مهمة، إذ وُضع التنبيه بتعطل أوروبيانا لمدة أسبوع باللغة الإنكليزية وحدها، قبل أن تضاف الفرنسية والألمانية.
موقع PC Inpact كان قد استطاع، قبل إغلاق الخدمة، التقاط إحصائيات سريعة للكلمات التي أثارت فضول الزائرين للبحث في المكتبة، والمفاجأة كانت في بحث معظم المستخدمين عن مواضيع ذات علاقة بالجنس والنازية. مسؤولون في الموقع تساءلوا: هل ثمة توجيه ثقافي وتراثي سبق إعداده قبل إطلاق مشروع موحد لأوروبا؟
إذاً، موقع «أوروبيانا» أُغلق مؤقتاً، ووعد القيمون عليه بأن يعود بصيغة أقوى منتصف أيلول المقبل، في وقت قال فيه مصدر من إدارة «غوغل» إن محرّك البحث لا يرى «أوروبيانا» بعد منافساً جدياً له.