خضر سلامةيبدو أن السنوات «العسل» العشر في سوق مبيعات الأجهزة الخلوية بدأت بالأفول، حيث توقع معهد «غارتنر» تراجعاً في مبيعات الخلوي في العالم العام المقبل، تتراوح نسبتها بين 1 إلى 4 في المئة، وذلك بالطبع لأول مرة في تاريخ الخلوي، حسب كارولينا ميلانيزي مديرة البحث في المعهد، فمقابل نمو في السوق بنسبة 16 في المئة الفصل الماضي، لم يشهد هذا الفصل إلا نمواً بنسبة 6 في المئة، وسط تراجع بنسبة 8 في المئة في أوروبا الغربية، وتراجع بنسبة 27 في المئة في اليابان، عوضتها أسواق آسيا وجنوب أميركا نسبياً، لينتفي هذا التصاعد العام المقبل ويتحول إلى انحدار في الأرقام.
من أسباب هذا التراجع المفاجئ في سوق شهد منذ نشوئه تصاعداً مستمراً، حسب ميلانيزي، «غياب الإنتاج المثير تقنياً، وغياب أي تطوير هام أو نقلة تكنولوجية على مستوى إنتاج هذا العام من الهواتف المحمولة، وتراجع جودة بعض الإنتاج أيضاً»، كما أن الأزمة العالمية لم تكن غائبة عن مسرح الأسباب، وحسب ميلانيزي «لا يمكننا بالضبط معرفة مدى تأثير الجو الاقتصادي العالمي على سوق الخلوي، ولكننا نستطيع أن نجزم بأنه لن ينحسر العام المقبل على الأقل»، الأزمة المالية حسب المعهد أثرت على الطلب وعلى العرض على حد سواء، حيث تراجعت القوة الشرائية في الأسواق الرئيسية للشركات، كما ارتأت معظمها التريث في القيام بقفزات إنتاجية أو إعلامية تحسباً من أي ضربة مالية مؤلمة وبانتظار هدوء التوتر في الأسواق العالمية.
وفي الفصل الثالث من عام 2008 حسب تقرير غارتنر، أثارت الأزمة في المبيعات الخلوية تنافساً حاداً بين «سوني أريكسون» و«موتورولا» و«أل جي» من أجل كسب المركز الثالث في الأرقام، بعد نوكيا التي تحجز المركز الأول بارتياح بعيداً عن الجميع (38،2 في المئة من السوق) والمصنع الكوري سامسونغ (17,1 في المئة).