بلانة الحيصة ــ خالد سليمانلم تتوقع يسر علي أحمد (58 عاماً) أن تحتل المرتبة الأولى في زراعة التبغ التي يقال لها هنا «التنباك»، في عكار، رغم أنها تعمل في هذه الزراعة منذ 30 عاماً بعد انتقالها من طرابلس وزواجها في قرية بلانة الحيصة المشهورة بزراعة التبغ. الحاجة يسر تروي من داخل مستودع التوضيب تحت منزلها، حيث التقيناها، رحلة العمر مع «شتلة التنباك» التي تحتاج إلى عناية كبيرة.
وعن المشاكل التي تواجهها زراعة التنباك تقول الحاجة يسر إن ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات تثقل كاهل مزارع التنباك في عكار، وخصوصاً مع بقاء تسعيرة الريجي كما هي من دون تعديل منذ أواسط التسعينيات. لكن المشكلة الأساسية هي عدم إعطاء إدارة الريجي رخصاً جديدة للمزارعين، الأمر الذي ساهم في خفض الإنتاج.
وتضيف أن الرخصة انتقلت إليها من زوجها بعد وفاته منذ سنتين، ولا تستطيع الحصول على رخصة إضافية جديدة رغم أن جميع أفراد عائلتها (9 أفراد) يعملون في هذه الزراعة. ويسمح لصاحب الرخصة بإنتاج 11 بالة من التنباك، أي ما يعادل 400 كيلو، وما يفيض عن ذلك لا تستلمه الريجي ليكون مصيره التلف والخراب أو البيع بأسعار زهيدة للمستهلكين العاديين (مدخني النرجيلة). وعن اهتمام الدولة بزراعة التنباك تقول الحاجة يسر إن مبادرة رئيس إدارة الريجي ناصيف سقلاوي بتكريم المزارعين أمر إيجابي، وخصوصاً أن الخبير محمد المصري الذي ترسله الإدارة إلى المزارعين في عكار لتقديم الإرشادات الزراعية ساهم في تحسين الإنتاج. وعن إمكان أن تحوز هذا العام المرتبة الأولى تقول إن الجائزة، على رغم رمزيتها (مليون ونصف مليون ليرة لبنانية، ومولّد لرش المبيدات)، إلا أنها أعطتها النشاط للعمل أكثر وتحسين المحصول ليكون أفضل من الموسم الماضي، «وإن شاء الله نشوفك السنة الجاي لنحكي أكتر» تختم وهي تضحك بين ابنتيها اللتين قاطعتاها أكثر من مرة.