صريفا ـــ آمال خليلمن يسأل عن الطريق إلى منزل مزارعة التبغ الجنوبية الأولى يصل إلى عشرات البيوت في صريفا، وربما قد يكون من بينها بيت آمال نزّال التي انتخبتها إدارة الريجي أولى، وقد لا يكون. فآمال معروفة أكثر بمهنة أخرى هي تزيين الشعر أو بالدارج «كوافيرة». هذا لا يضير زراعة التبغ في شيء، بالطبع، لا بل يزيد من رصيدها زوجها الموظف في مطار بيروت الدولي، من أجل معيشة أولادهما الثلاثة، وخصوصاً بعد تدمير منزلهم خلال عدوان تموز.
والواصل إلى آمال (43 عاماً) بعد عناء، يقتنع بأن وجهها ويديها وشعرها المصبوغ يوحي بمهنة تزيين الشعر أكثر من التبغ. ويجد أن إدارة الريجي انتخبتها لأنها سجلت في موسم تسليم التبغ الفائت السعر الأعلى لجودة المحصول (13,600 ليرة عن كل كيلو). كما يجد أيضاً أن والدها ديب نزال عضو في اتحاد نقابات مزارعي التبغ في لبنان التابعة للريجي. وقد نالت آمال رخصة باسمها لزراعة التبغ عام 1996 خلال الدفعة الأخيرة من توزيع الحكومة للرخص المتوقف منذ ذلك الحين. الرخصة تمكنها من تسليم 400 كيلو من التبغ سنوياً تسمح بها إدارة الريجي، من أصل أكثر من 500 كيلو تزرعها في قطعة أرض تعود لوالدها. تقول آمال إن «الاستيقاظ عند منتصف الليل للخروج من البيت إلى حقل التبغ لزراعته ثم قطافه، لا يوازيه حجم كل المكافآت». لكن هذا لم يمنعها من قبول مكافأة الريجي التي منحتها مبلغ مليون ونصف مليون ليرة ومولّداً كهربائياً. ولآمال كما لأهل صريفا، علاقة خاصة بشتلة التبغ التي «بفضلها كبرت وتعلمت وتزوجت ثم ربيت أولادي من جنيها». وبالرغم من أن «الدخان يأخذ من حياتي 14 شهراً في السنة منذ صغري، لكني أعطي لكل شيء حقه، من زوجي إلى أولادي إلى علاقاتي الاجتماعية»، وبالطبع لا تنسى زبوناتها من السيدات اللواتي يقصدنها في بيتها أو تقصدهن في بيوتهن للتزيين.