شكّا ــ عمر حبيب«لم نعلن رسمياً ولن نقدم مساعدات للسكان» هذا ما أعلنه المدير الإداري في شركة الترابة اللبنانية (السبع) روجيه حداد في اتصال مع «الأخبار». وأضاف: «كل ما قيل حول تقديم تعويضات لأهالي حيّ الرملة في شكا، المعروف بالجورة، هو مجرد تسريبات كاذبة. واجبنا رفع الضرر المباشر وليس تقديم التعويضات».
وأردف حداد: نحن لن نخضع لأي ابتزاز، وعندما تقدم السكان بعريضة إلى الشركة حول انزعاجهم من عمل الشاحنات في الليل اتخذنا قراراً بوقفها من الساعة 10.30 مساءً ولغاية الساعة 6.30 صباحاً. وأعلن حداد «أن وزير البيئة طوني كرم يتابع الموضوع، والشركة بصدد استكمال العمل لرفع الضرر عبر إنشاء هنغار يمنع انتشار غبار البتروكوك، لكن التنفيذ رهن بكسب الدعوى القضائية التي رفعتها البلدية ضد الشركة منذ عشر سنوات». وختم «البلدية تمنعنا من إنشاء الهنغار ونحن لا نتهرب من مسؤولياتنا».
هذا ما أعلنته الشركة، أما أهالي شكا فلديهم رواية أخرى. فقد شكّلت متابعة «الأخبار» لقضية الكارثة البيئية المتواصلة التي يتعرضون لها، نتيجة عمل شركتَي الترابة فيها، «ذريعة لبعض النافذين في شركة «السبع» لوقف الاتصال بأهالي الحيّ والتراجع عن الوعد الذي قطعوه بالتعويض عليهم.
«تلقيت اتصالاً من الشركة يلومني بشدة على تصريحي للصحيفة حول الوعود التي تلقيناها منها بالتعويض عن الضرر الذي تسبّبه معاملها في المنطقة»، كما تفيد جورجيت بوحيدر، التي كانت قد قدّمت شهادتها مع آخرين إلى «الأخبار»، حين أفادت عن اتصال شركة «السبع» بها والوعد الذي قطعته للأهالي بتلبية معظم طلباتهم.
إذاً، انقطع أيّ تواصل بين الشركة والأهالي بخصوص «الأحوال المزرية التي وصلوا إليها»، كما تقول السيدة جانيت ستّوت. ولكن، رغم العقاب الذي يتعرضون له، إلا أن الأهالي لا يستطيعون إيصال صرخاتهم إلا عبر الصحافة، ما دفعهم إلى إلى توجيه رسالة عبر «الأخبار» إلى صاحب الشركة بيار جوزف ضومط، طالبين منه، «على الأقل، مراقبة طريقة صرف أموال التعويضات التي لا تصل إلا إلى عدد يسير من الأهالي، فيما يتم استيلاء البعض في الشركة على ما بقي منها». تضمنت الرسالة أيضاً «الطلب من السيد ضومط أن يعطي لحراسه التعليمات بالسماح لنا بالوصول إلى مكتبه لمحاورته. وإلا، فليتفضّل إلى أيّ من منازلنا ضيفاً كريماً».
وفي ردّ على هذه الرسالة، أكد حداد أن «أبواب الشركة مفتوحة أمام الأهالي، لكننا لم نقدم تعويضات في السابق ولن نقدمها في المستقبل».
فهل سيزور مارسيل اسحق وجيني بطرس وجانيت ستّوت وماغي معربس وغيرهم من أهالي حي الجورة مكاتب الشركة قريباً؟ ومن سيعوض عليهم إذاً؟