عبد الفتّاح خطّابأطلق تعبير «حرب المخيمات» على المعارك والمواجهات التي دارت حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت بين حركة أمل وبعض الفصائل الفلسطينية ضد الموالين لياسر عرفات في الفترة ما بين أيار 1985 وتموز 1988، وقد اندرجت في إطار صراع سوريا وحليفتها حركة أمل ضد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وأدت المعارك في حينها إلى خروج مناصري عرفات إلى مخيمات الجنوب، وإلى إحداث دمار كبير وتدهور للمعيشة في المخيمات. وحالياً، وعلى الرغم من أن كل الأطراف الفلسطينية تسارع إلى القول إن التفجيرات والاشتباكات التي تقع أخيراً هي عائلية وفردية، إلا أن هذا يُعدّ إنذاراً لما سيحدث لاحقاً في المخيمات الفلسطينية، سواء بين الفصائل أو بينها وبين الجانب اللبناني، ذلك أن الانقسامات والصراعات القائمة حالياً على امتداد الساحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح، والخلافات الداخلية داخل حركة فتح، والموقف المتباين للفصائل الفلسطينية من «فتح الإسلام» وشبيهاتها، أخذت تنعكس على أجواء المخيمات الفلسطينية وعلاقاتها، في داخلها، ومحيطها، وخارجها.
ورغم أن المسؤولين الفلسطينيين يعلنون بين الفينة والأخرى أنهم ضيوف مؤقتون في لبنان وأنهم تحت سقف القانون، فليس مفهوماً ما حدث بتاريخ 20 تشرين الأول الفائت، حيث أعدّت «حركة فتح» استقبالاً لمفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في مخيم عين الحلوة، أقيمت فيها مراسم رسمية على غرار ما يجري في الدول المستقلة، جرى خلالها استعراض لثلّة من مسلحي الكفاح المسلح الذين أدّوا التحية العسكرية!
وليس مفهوماً أيضاً الظهور المفاجئ للسلاح الثقيل خلال المهرجان المركزي لحركة فتح في الذكرى السنوية الرابعة لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بتاريخ 9 تشرين الثاني الحالي، حيث للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، انتشر عناصر الكفاح المسلح وهم مزوّدون بالقاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة المحمولة على سيارات الجيب والمدافع المضادة للطائرات!
حذار مما يحصل في المخيمات من محاولات مشبوهة للإعداد لحروب مخيمات جديدة، ومن إمكان توسيع دائرة التفجير على الساحة اللبنانية، لأن لبنان لا يزال في خضم تطورات كبيرة وخطيرة ستكون بمثابة انعكاس للصراع الإقليمي ــــ الدولي في الشرق الأوسط.