البترون ــ عمر حبيبفقد توجه، العاشرة من صباح أمس، عدد كبير من طلاب مدارس البترون وقضائها وحشد من المواطنين، وممثلون عن فعاليات المدينة إلى مدرسة.. راهبات اليسوعية، بدعوة من المدرسة نفسها ومعها.. الفوج المجوقل الأول في الجيش اللبناني(!!) لحضور «استعراض عملاني في الهواء الطلق».
تضمّنت العروض عمليات تسلق وهبوط بواسطة الحبال على جدران الصرح التربوي، إضافة إلى نزول عناصر من الفوج من طائرات الهليكوبتر بالحبال وما إلى ذلك. صفّق الجميع، وكان الصراخ يعلو كلما هبط جندي عن السطح، وكلما عبرت مروحية جديدة سماء المكان، والأيدي تلوّح، فتجيبها أيدٍ فخورة من فوق. هطل المطر بشدة. بدأ الناس يتفرقون. عادت المروحية. عادوا، يحرّكهم فضول الطفولة، وبحث المراهقة عن مثل عليا، وحاجة «الفعاليات» إلى الظهور في المناسبات العامة المختلفة، وخصوصاً على أبواب الاستحقاقات المقبلة، فكيف إذا كانت المناسبة متعلقة بالجيش؟!
أما مسك الختام، فكان لبضعة جنود من الفوج يقطعون رؤوس الأفاعي بأسنانهم ويلتهمونها «حية»، تحت أنظار مئات من الأولاد الفاغري الأفواه. الآباء والأمهات كانوا هناك أيضاً، يحملون أطفالهم عالياً، رغم المطر، لكي لا يفوّتوا وإياهم لحظةً من لحظات التأثر أو مشهداً تهتف له القلوب!
أكل الجندي رأس الحية، فقلّده ميشال ابن السادسة عشرة على الفور (الصورة)، التلميذ في مدرسة اليسوعية التي استضافت «المناسبة». كانت يداه ترتجفان، والتمعت في عينيه نظرة غريبة. ثم تبعه كثيرون، وبسهولة أكبر مع كل ولد جديد، ومع كل أفعى جديدة.
«شو رأيك إستاذ، حلو، ما هيك؟» سألني أحد أبنائنا الطلاب.