ساره أسعدتنمو نبتة السمسم في المناطق الاستوائية. وتذكر الأساطير الهندية القديمة أنّ السمسم رمز الخلود. وتظهر الرسومات الفرعونية على مداخل قبور الملوك أنّ المصريين القدامى كانوا من أوائل الشعوب التي استخدمت بذور السمسم في تزيين الحلويات. أمّا اليوم، فيزيّن «سمسم» ساحة ساسين بالأحمر على لوحة لا يمكن تجاهلها. إنه مطعم لبناني حديث. يتألف المكان من قسمين؛ خارجيّ تعجّ خيمته البلاستيكية بدخان النراجيل، أما القسم الداخليّ فأكثر أناقة، أرائك حمراء وطاولات حديثة التصميم، تبدو مكمّلة للوحة ممتدّة على طول أحد الجدران، وقد رُسمت عليها وجوه لبنانية بالزي التقليدي. وتزيد المصابيح من رقيّ الفضاء الداخليّ، وتُنافس حرفية تصميم لائحة الأطعمة، وفيها سرد سريع عن نبتة السمسم وبذورها، يقرأها الزبائن وهم يتذّوقون خبزاً محمّصاً، تقدمة المحل، يدهنونه بمعجونة السمسم اللذيذة أو الزيتون، مع لمسة مميّزة من الطحينة بالسمسم.
تضمّ لائحة الأطعمة مقبّلات وأطباقاً أساسية من المطبخ اللبناني. أمّا ما يميّز «احتمالات» الأطباق الرئيسية، فهو تنسيق الزبون للمقبّلات المحيطة بطعامه. إذ له أن يختار أنواعاً ثلاثة من الأطباق الجانبية من لائحة متنوّعة، سلطات، محشي ورق عنب، بطاطا... تُقدم في صحون صغيرة جذّابة، تعكس ذوقاً رفيعاً في فنّ التّقديم. وأخيراً يأتي دور الحلويات اللّبنانية والبوظة.
ما يميّز المكان هو اللمسة «السمسمية» الأنيقة في طعامه، إذ تحوي مائدته إضافات اختيارية من السّمسم، من سلطة السمسم، إلى مجموعة الأطباق «المسمسمة» بعناية.
حيوية العاملين وبسمتهم اللطيفة من عوامل نجاح المكان، لا يتأخّرون عن مسايرة الزبائن والإجابة عن تساؤلاتهم بشأن الأطباق. هل هي الخدمة السريعة للمطاعم الجديدة أم فلسفة خاصّة بسمسم؟ هذا ما سوف تكشفه الأيّام المقبلة. ولكنّ نشاط النّدل وسرعة خدمتهم المميّزة لا تعوّضان عن كسل الإدارة وإهمالها الردّ على الاتّصالات من ناقدة تعبّر كتابة عن حبّها المفرط للطّعام الجيّد.
أخيراً، لا تنسوا أن تجرّبوا تناول الكفتة بسمسم المميّزة ثم الرّز بحليب.