سناء الخوريالمشكلة أنني جرّبت كلّ الأساليب المعتمدة في التحليل النفسي، من تفسير للأحلام وتحليل للرغبات مع أخذ مسألة تأثير صدمات الطفولة على تشكّل الهويّة بعين الاعتبار، فلم أصل إلى أية نتيجة رسميّة غير هذه: أنت مهبول بكلّ فروعك، في بيتنا الداخلي الذي لم ترتّبه يوماً كما في بلاد الانتشار.
لم تسعفني حتّى الآن أيّة إيديولوجيا على تفسير مواقفك، علنيّة كانت أو تحت الطاولة. في بداية علاقتنا، بررت وعودك الكاذبة عن مستقبل مضمون، بأنّ الكذب ملح الرجال. كم كنت سعيدة برجل يكذب. أمّا بعد تجربتنا المريرة مع الديون، وبعد تبذيرك لكلّ ما تسوّلته من الأشقّاء والأصدقاء على المنتجعات والفنادق، أقول: يا لورطتي الكبيرة معك!
تأخرتُ كثيراً قبل أن أعترف لنفسي بأنني «أكلت الضرب». كيف صدّقت أنّ باستطاعة شخص عاجز أن يكون مسؤولاً؟ مع كلّ جلسة كنت أقول: فليأخذ الله بيد هذا الرجل الذي يكدح ليحلّ الأزمة. ومع كلّ جلسة وتحليل كنت أصلّي بحرارة لكي تنفعك العقاقير، فتتصالح مع نفسك وتجد السلام الداخلي. كم كنت حمقاء، وكم كنتَ بارعاً في لعن الظروف التي لم تسمح لك بإتمام علاجك للوضع الصعب.
رأيتك تُلدَغُ من نفس الجحر مرّات، ووجدت نفسي أتحمّل العواقب. فإمّا أنّ قصّة المؤمن الذي لا يُلدغ من الجحر مرتين ملفّقة، أو أنّك، والعياذ باللّه، كافر، لا تخاف ربّك.
بعد البحث والتدقيق، كلمة عجز لا تصف حالك بدقّة، فأنت لا تفكّر بشيء أصلاً حتّى تعجز عن تطبيقه. لماذا؟ لأنّ رأسك فارغ يا تاج رأسي.
ما نفع التحسّر على فرص ضائعة؟ لن يتغيّر فيك شيء يا عمري، لأنّك مهبول، وهبلك هذا هبل رسمي، ومن المؤكّد بالتحليل المنطقي أنّه هبل غير ضروري، ولكنّه مع أسفي الشديد هبل شرعي، وهو أيضاً لسوء حظّي وسواد ليلي... هبل غير مؤقت.