عكار ـ صهيب أيوبارتفعت حصيلة حالات التسمم بالحلوى في جرود اكروم التي توفي فيها طفل لم يبلغ الخمس سنوات بعد تناوله منذ 3 أيام حلوى «أكلير». وشهدت بلدة فنيدق الجردية حالات مشابهة عند أطفال من آل البعريني وطالب وكنعان. هذه القضية هزّت العكاريين ولا سيما أهالي بلدة السنديانة الذين فاقت إصاباتهم مئة حالة، دخل 63 منهم مستشفيات عكار الأربعة و37 حالة أخرى تجري معالجتها منزلياً.
وفي زيارة الى المنطقة، عبّر أهالي الطفل المتوفى عن غضبهم الشديد، وعن استعدادهم «للانتقام من الجناة المسؤولين عن هذه الجريمة التي طالت أرواح أطفال أبرياء» كما قالوا لـ«الأخبار». ردود فعل الاهالي تواصلت، وأعربوا أمام مسجد البلدة بعد صلاة الجمعة عن غضبهم وعن عدم القيام بأي شيء الى حين انتهاء التحقيقات والإجراءات المناسبة. سالم حمد، وهو خال الطفل محمد الذي توفي بسبب الحلوى الفاسدة، قال لـ«الأخبار»: «إن الناس أقبلوا على شراء علبة «الاكلير» التي تحتوي 24 قطعة من «فان» (شاحنة صغيرة) كانت توزع الحلوى بسعر 3 دولارات، فأقبل الناس عليها لرخصها».
«اشترينا قطعة «اكلير» بـ250 ل.ل، ولم نكن نعلم أنها فاسدة» هذا ما قالته آلاء محمد، الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات والتي أصيبت بالتسمّم مع الكثير من أترابها. أما محمد علي حمد (25 عاماً)، فقال: «اشتريت 3 قطع من أحد المحال في القرية وتناولتها بعدما رفض طفلاي أن يأكلا منها. أصبت بالتسمم وما زلت ألازم فراشي ولم أستطع دخول المستشفى لعدم قدرتي على دفع النفقة الاستشفائية». محمد لم يكن يعرف أن كل المصابين يعالجون على نفقة وزارة الصحة. لكنه قال «أحمد الله أن طفليّ رفضا تناول الحلوى وإلا كان مصيرهما الموت. ونحن نطالب الدولة بالبحث عن المجرمين ومحاسبتهم». قضى معظم أهالي السنديانة أيام عيد الفطر في المستشفيات بجانب أبنائهم ولا يزالون يرصدون حالات التسمم المتزايدة يوماً بعد يوم. وناشد الأهالي الوزارات المختصة القيام بواجباتها. الحاج خالد عباس (62 سنة ) قال: «نحمّل وزارة الاقتصاد مسؤولية ما حدث، فمن واجبها القيام بالدور الرقابي الى جانب مسؤولية لجان حماية المستهلك في مراقبة صلاحية مواد التصنيع وجودتها».