طرابلس ـ عبد الكافي الصمدرُسمت علامات استفهام كبيرة حول تضارب المعلومات وتداخلها بشأن التحقيقات لمعرفة الأسباب الفعلية لحالة التسمّم المعوي التي أدّت إلى وفاة طفل وإصابة أكثر من 100 آخرين بالتسمّم في بعض قرى عكار، بعد تناولهم حلوى «إكلير» صبيحة يوم عيد الفطر.
ففيما لفت وزير الصحة محمد جواد خليفة إلى أن المعمل الذي تصنع فيه هذه الحلوى موجود في منطقة باب التبانة بطرابلس، أشارت معلومات أمنية رسمية إلى أن المعمل موجود في محلة القبة، وأنه تم توقيف صاحبه ز.ح. (38 عاماً) فيما ترك موزّع هذه الحلوى في سيارة «الفان» م.ع. (23 عاماً) رهن التحقيق.
وفيما أشارت المعلومات الأمنية الرسمية إلى أن فصيلة درك القبيات في عكار هي من أوقفت ز.ح. في محلة القبة في طرابلس (!)، قالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن «التضارب في المعلومات عائد إلى وجود أكثر من موزع لهذه الحلوى في عكار يجري التحقق منهم، عدا عن وجود أكثر من معمل لهذه الحلوى، موزعة بين مناطق القبة والتبانة والبداوي والعبدة، وأن الكشف الأولي من قبل عاملين في مصلحة الصحة في الشمال على هذه المعامل، بيّن أنها لا تتحمل أي مسؤولية في هذا الخصوص، وأن العيّنات التي أخذت منها سليمة»، دون أن توضح سبب توقيف فصيلة درك القبيات لشخص في خارج نطاق عملها في طرابلس.
وفي موازاة تكتم مصلحة الصحة في الشمال على الموضوع، ورفضها إعطاء أي معلومات، كشفت مصادر طبّية لم ترد ذكر اسمها لـ«الأخبار» أن جرثومتي «السالمونيلا» و«إيكولاي» «تنتقلان الى الافراد عن طريق الفم، وأن المسبّب الرئيسي فيهما هو الطعام الفاسد؛ وفي هذه الحالة يُرجّح أن يكون السبب إما البيض أو الكريما التي استُخدم في صنعها البيض النيء الفاسد، أو كليهما»، معتبرة أن «التضارب في المعلومات قد يكون بهدف تجهيل الفاعل الحقيقي ولفلفلة الموضوع» دون أن تشرح كيف.
هذا التوضيح تلازم بصورة أو بأخرى مع كلام قاله بعض أهالي الأطفال المصابين لـ«الأخبار»، بإشارتهم إلى أن «شخصاً يدعى إ. ي. أوقف وأفرج عنه لاحقاً من غير أن نعرف الأسباب، وأنه جرت محاولة استغلال الموضوع سياسياً بعدما تبيّن أن أحد الموقوفين هو من الطائفة العلوية، إلا أن توقيف شريك له من الطائفة السنية أوقف هذا الكلام سريعاً».