ثائر غندورطوال الطريق من الغازيّة إلى صور، تتكلّم صديقتي عن الحريّة والديموقراطية ولذة العشق والسهر والرقص والغناء في وطن الأرز. تلومني على كرهي لشجرات الأرز الباقية. تتحدّث وتتحدّث، وأنا أحاول أن أخبرها عن ارتفاع الأسعار بجنون، عن عدم قدرتي على شراء سيارة، عن مجلس النواب السيئ الذكر، الذي رفض خفض سن الاقتراع والنسبيّة واقتراع المغتربين والكثير من الإصلاحات. لا تقتنع. تقول لي: ولكن عندكم ديموقراطيّة. أكرّر وأكرّر لها أن هناك حريّة، لا ديموقراطيّة. لا تقتنع. تقول المهم إنه لا أحد يسجنكم. ولا تلبث أن تتهرّب من محاولات تغزّلي بها. تهرب من قبلة أريد طبعها بسرعة على شفتيها في الميني باص.
الآن نحن على شاطئ مدينة صور الجميل. تُدخّن نارجيلتها، وأنا أُدخّن سيجارتي. يصل الأصدقاء ونمضي يوماً جميلاً.
وأنت تقرأ هذه الكلمات، أنا أنام وحيداً يا صديقي. هي لم تأتِ، لأسباب تتعلّق بالثقافة. وأنا لا يُمكن أن أزورها لأنني لا أريد أن أغامر بزيارة بلدها الديكتاتوري. ما العمل؟ لا أريد أن أكتب هذا السيناريو مرة ثانية.