جانا رحالالشخصيات الكرتونية المحبَّبة إلى قلوب الصغار ليست دائماً نافعة، وفي بريطانيا أُعيدة تسمية «سناب، كراكل، وبوب» و«طوني ذا تيجر» و«موو ذا ديريليا كاو» كشخصيات شريرة في ظل الحرب التي يقودها كثيرون على سمنة الأطفال. فقد نشر موقع «which؟» البريطاني أخيراً تقريراً عنوانه «The cartoon villains are still getting their away with it»، وفيه تحذير للأهل يلفت نظرهم إلى نهي أولادهم عن تقليد العادات الغذائية غير الصحية التي تروّج لها بعض الشخصيات الكرتونية. وصنّف التقرير هذه الشخصيات بعدما أجرى معدوه إحصاءً تبيّن خلاله أن نحو 65% من البريطانيين يعتقدون أن هذه الشخصيات يجب عدم استخدامها أداةً للترويج لطعام غير صحي. ورأى التقرير أن أسوأ مُنتَج هو «موو ذا ديريليا كاو» لأنه يحتوي على نسبة دهون عالية، ويأتي بعده «بوم بير» الغني بالدهون المشبعة الموجودة فيه. كذلك صُنفت مُنتَجات «كرافت» السبعة عشر مُنتَجات غير صحية من متخصصين من جمعية القلب البريطانية ومجموعة الصحة في جامعة أكسفورد. وشمل الاختبار مُنتَجات «ديريليا تشيكين أند تشيز راب» التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الملح. ينتقد التقرير، الذي طال تسع عشرة شخصية كرتونية، السلطة الحاكمة في بريطانيا لأنها فشلت في معالجة مشاكل تسويق الطعام، وأكد معدوه أنهم يأملون أن تتوصل الحكومة البريطانية إلى تحديد تقييد عملية التسويق للمُنتجات غير الصحية للأطفال. وتعلق مديرة حملة الطعام في موقع «which؟» كلير كوربيت على أن الشخصيات الكرتونية تمثّل تسلية كبيرة للطفل. وتضيف كوربيت أن شركات التغذية يجب أن تؤدي «دوراً مسؤولاً» في محاربة سمنة الأطفال. وهاجمت كوربيت الشركات التي تستخدم شخصيات كرتونية لإغراء الأطفال بتناول طعام غير صحي. وتلفت مختلف الإحصاءات إلى تفاقم مشكلة السمنة لدى الأطفال في عدد كبير من الدول المتقدمة والنامية. ويؤكد منسق حملة غذاء الأطفال، ريتشارد وات، أن تقرير «which؟» يسلط الضوء على ثغرات جدية في حماية الأطفال من إعلانات الطعام الفاسد، في حين أن إعلانات الطعام الفاسد من خلال الشخصيات الكرتونية التلفزيونية مقيدة جداً.
من جهة أخرى، استغرب المتحدث باسم جمعية الغذاء والشراب إصرار موقع «which؟» على أخذ المتعة من الطعام والمنتَجات من خلال مقاطعة الشخصيات المعروفة التي يرى أنها أضافت جمالاً ورونقاً طوال السنوات الماضية. ويشدد على أن هناك مُنتجات عديدة ذُكرَت في التقرير استطاعت تغيير محتوياتها لتصبح أكثر صحةً ولم يعترف لها التقرير بذلك. بعض العاملين في مجال الإعلانات ردوا على معدي تقرير موقع «which؟» وأعلنوا «أن الاولاد لا يسمنون بسبب مُنتَجات موو أو الشركات الأخرى».


استراتيجيات مُعدلة

في كتاب «No logo» تلفت الصحافية الكندية نعومي كلاين إلى أن شركات كبرى تخطت أزمات مالية عندما عدّلت سياستها الإنتاجية وتوجهت إلى المراهقين والأطفال، وجعلت أبطال الرياضة يروجون لمنتجاتها


إعلانات ذكية

كثيرة هي الدراسات واستطلاعات الرأي التي تلفت إلى أن تأثير الإعلانات على الأطفال مهم جداً، فهؤلاء يدفعون أهاليهم إلى استهلاك المواد التي تروِّج لها إعلانات ذكية تعرف كيف تتوجه إلى عقولهم وقلوبهم