مع انطلاق الدراسة في الجامعات الخاصة، يبدو الحديث عن الانتخابات الطلابية طبيعياً، ولا سيما أنّ العمل السياسي لم يتوقف في الصيف، فكيف توزّعت القوى العام الماضي وما هي توقعاتها لهذا العام؟
ليال حداد ـ ديما شريف
أحد عشر يوماً تفصل طلاب جامعة القديس يوسف عن انتخاباتهم الطلابية. وقد تكون معركة اليسوعية أكثر المعارك الجامعية احتداماً، وخصوصاً أنها تمثّل صراعاً بين القطبين المسيحيين أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. فبالعودة إلى العام الماضي، حسم التيار وحلفاؤه النتيجة النهائية لمصلحتهم بعد فوزهم بكليات الطب، والصيدلة، العلوم الإنسانية، العلوم الاقتصادية والحقوق، إضافةً إلى كليّتَي الهندسة والعلوم والمعهد الوطني للاتصالات والمعلوماتية.
أما القوات اللبنانية، فأحدثت مفاجأة بفوزها بمقاعد كلية إدارة الأعمال التي كانت تقليدياً من نصيب التيار، كما فازت في كلية العلاج الفيزيائي. إلا أن انتخابات اليسوعية لم تنتهِ مع إصدار النتائج، إذ تبعتها حملات مضادة بين الطرفين كان أبرزها المؤتمر الصحافي الذي عقدته القوات اللبنانية لتعلن فيه فوزها برئاسة ثماني كليات مقابل سبعة للمعارضة، وهو أمر شابته بعض المغالطات في احتساب النتائج.
أما في المناطق، ففازت المعارضة في كليتَي إدارة الأعمال والآداب في الجنوب، فيما فازت 14 آذار في كلية التمريض. وفي البقاع، فازت المعارضة بكلية التمريض و14 آذار بكلية إدارة الأعمال، فيما فازت الموالاة بانتخابات الشمال.
ومن اليسوعية إلى الجامعة الأنطونية، التي استعاد التيار وحلفاؤه مقاعد الهيئة الطلابية فيها بعد فوزهم بتسع كليات من أصل11، وهي الهندسة، الإعلان ووسائل الإعلام، اللاهوت، إدارة الأعمال (إنكليزي)، والعلوم التمرضية، إضافةً إلى معاهد مختبرات الأسنان، الموسيقى، والتربية البدنية.
أما جامعة سيدة اللويزة التي حلّت فيها الإدارة الهيئة الطلابية منذ عامين، فلا تزال الصورة فيها غامضة ولم يعرف ما إذا كانت ستجري انتخابات أم لا، رغم تأكيدات بعض الأطراف عودتها قريباً.
وفي الجامعة اللبنانية الأميركية، تحوّل المجلس الطلابي العام الماضي إلى هيئة تشارك في اتخاذ القرارات المهمّة في الجامعة. وربما كان هذا السبب الدافع الكبير لمشاركة الطلاب الكبيرة في الانتخابات، التي بلغت 90 في المئة في حرم جبيل و69 في المئة في بيروت. ولم تستطع المعارضة الفوز إلا بمقعدين من أصل 12 في كلية إدارة الأعمال. وكان اللافت حصول القوى غير التقليدية على مقاعد في المجلس مثل «تجمّع شباب البقاع» و«اليسار الديموقراطي» و«الجماعة الإسلامية» و«تجمع شباب الأرمن».
في الجامعة الأميركية في بيروت، استمرت سيطرة قوى الموالاة كما دأبت منذ ما بعد شباط 2005، إذ حصل تحالف قوى 14 آذار على 12 مقعداً من أصل 17 في المجلس الطلابي الأعلى. وكانت المعركة بين قوى 14 آذار والمعارضة و«المشروع المستقل» الذي حاز 9 مقاعد في كليات الآداب والعلوم، إدارة الأعمال، الزراعة والعلوم الصحية. كما حاز ثمانية مستقلين لا ينتمون إلى «المشروع المستقل» مقاعد في كليتي الهندسة والطب.
وفي المحصّلة النهائية، فاز تحالف المعارضة بكليات الهندسة، الطب ومدرسة التمريض وفازت قوى 14 آذار بكليات الآداب، العلوم، الزراعة وإدارة الأعمال.
في المقابل، لم تشهد جامعة البلمند انتخابات منذ 4 سنوات بسبب دعوة الطلاب إلى تغيير النظام الانتخابي، لذا، لا دليل على وجود القوى السياسية سوى البيانات التي توزّع من حين لآخر في مناسبات سياسية وأكاديمية مختلفة. إضافةً إلى ذلك، تسعى معظم الأحزاب الى التخفّي بالأندية الطلابية، محاولة السيطرة عليها للتمكّن من إجراء الأنشطة، علماً بأن الأنشطة السياسية «غير مرحّب بها» منذ أكثر من ثلاث سنوات.
إلا أن هذا العام قد يكون مختلفاً وقد تنقلب النتائج الانتخابية، ولا سيّما أن كل القوى الطلابية متفائلة بفوزها. «هيدا سؤال بينسأل؟»، يقول المسؤول الإعلامي في لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحر، مارك ساسين رداً على سؤال عن تفاؤل التيار أو تشاؤمه هذا العام. فساسين يرى أنّ الأرضية مؤاتية للفوز هذا العام، واعداً باستعادة كلية إدارة الأعمال في الجامعة اليسوعية والمحافظة على «قلعتي» التيار في الهندسة والطب في الأميركية. لكن آمال ساسين تبدو غير واقعية بالنسبة إلى مسؤول تيار المستقبل في «الأميركية» جاد بارودي، الذي يرى أن اختراق 14 آذار لكلية الهندسة أمر متوقّع «وخصوصاً أنني طالب هندسة وأعرف الطلاب». ويؤكّد أن نتائج هذا العام ستكون أفضل من العام الماضي. وفي الأجواء التفاؤلية نفسها يعد مسؤول التعبئة التربوية في «اللبنانية الأميركية» رائد غندور الطلاب بنتائج أفضل من العام الماضي «ونحن نضع أمام أعيننا دائماً الفوز لذا أظنّ أننا سنحقّق تقدماً واضحاً هذا العام».
«رح نزيد»، هكذا يجيب مسؤول الجامعات الخاصة الفرنسية في مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية فادي الحاج عند السؤال عن توقعات السنة المقبلة. ويؤكد الحاج أنّ النتائج التي يتوقعونها ستكون أفضل، ولكنّه يفضل عدم الدخول في التفاصيل لترك المفاجآت لوقتها.
من جهته، لم يحسم الحزب الشيوعي بعد مشاركته في الانتخابات الطلابية. ويؤكد مسؤول الحزب في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) جاد سليم أن الكلام مبكر، وخصوصاً أن الجامعة تعلن الانتخابات قبل موعدها بأسبوعين على الأكثر.


مصالحات جامعية

تماشياً مع أجواء المصالحات يحضّر طلاب القوات اللبنانية لقاءً في الجامعة اليسوعية بين القوى المختلفة من دون أن تتحدّد تفاصيله بعد. أما التعبئة التربوية، فأكدت أن الهدف من عملها هذا العام هو خلق أجواء من التعاطي المتحضّر بين الطلاب. من جهة ثانية، يؤكد مسؤول تيار المستقبل في الجامعة الأميركية في بيروت جاد بارودي أن لا حاجة إلى المصالحة «لأن مستوى تفكيرنا مختلف في الجامعة ولا خلافات».