البقاع ــ علي يزبكأثناء مغادرة أمية مدينة بعلبك على متن سيارتها الجيب من نوع x5 bmw، لحقتها سيارة تويوتا وصارت «تُغمّز» لها بمصابيحها. ظنّت أمية أن سائق السيارة المذكورة يود التجاوز، فهمّت بالتنحي جانباً، إلا أن نظرة خاطفة على المرآة بيّنت أن في السيارة مسلحين يطلبون منها التوقف.
«هل أتوقف أم لا»، لحظات مرّت سريعة على أمية أذهبت حيرتها، لقد أيقنت أن توقفها يعني خسارة السيارة حتماً، فهي أمام عصابة لسرقة السيارات. تمسّكت أمية بسيارتها وداست بقوة على دوّاسة البنزين لتضاعف السرعة بشكل جنوني، مضاعفة لم تخفف من عزيمة المطاردين بل زادتهم إصراراً على اللحاق بها، فالـX5 صيد ثمين يستحق المجازفة ولا شيء يعوّض خسارته.
استمرّت المطاردة وواصلت أمية القيادة على الطريق السريع وسيارة المسلحين تلاحقها، وكانت أمية تنقّل عينيها بين الأمام والوراء حتى خطر لها أن تتّصل بعمليات قوى الأمن الداخلي، أجرت الاتصال فطلبوا منها تحديد موقعها، ولكنها «جاهلة» بمعالم المنطقة فلم تتمكن من إرشادهم إلى مكانها، فطلب إليها العنصر المناوب التوقف لسؤال المارة عن المنطقة، رفضت طلبه وأنهت الاتصال بعدما يئست من الدرك وواصلت سيرها لمدة 12 دقيقة إضافية دون أن تعرف إلى أين. فجأة قررت أمية الانحراف عن الطريق ودخلت محطة محروقات واستنجدت بصاحبها، وعندها أدرك اللصوص أن عمليتهم فشلت وانسحبوا.
لكن فشل الإيقاع بأمية لم يمنع الإيقاع بميشال ع. الذي كان يقود سيارة مماثلة لسيارتها مساء اليوم نفسه على طريق بعلبك ـــ القاع، حيث اعترضت سبيله سيارة «هوندا» نزل منها ثلاثة مسلحين وأطلقوا النار فوق رأسه مباشرة، ما اضطره إلى التوقف خوفاً على زوجته وابنيه. هاجمه المسلحون وأنزلوه وعائلته من السيارة واستولوا عليها بعدما أوسعوه ضرباً، وفرّوا مخلّفين سيارتهم في عرض الطريق.
السلب المسلّح للسيارات في المنطقة لم يعد من بين الحوادث العرضية، بل بات يتكرر يومياً ليصبح ظاهرة خطيرة، فقد سجلت أكثر من عشر عمليات سرقة في عطلة عيد الفطر، ويركز اللصوص على السيارات ذات الطّرز الحديثة، وبالتحديد على نوع الجيب ذي الدفع الرباعي. وكما يُعرف فإن اللصوص بعد سرقة السيارة يتصلون بصاحبها طالبين مبالغ مالية كبيرة مقابل إعادتها.
وأمام تفاقم هذه الظاهرة، طالب مخاتير بعلبك، خلال اجتماع عقد في مركز البلدية، القوى الأمنية بالتعامل بحزم مع لصوص السلب المسلّح الذين «يسرحون ويمرحون على الطرق في وضح النهار دون رادع».
يذكر أنه اعتُقل أحد المشتبه فيهم في عمليات السلب المسلّح، أ.م لدى محاولته مع اثنين آخرين الاستيلاء صبيحة يوم عيد الفطر على جيب من نوع «غراند شيروكي» على طريق الكيال ـــ بعلبك، حيث تمكن سائق الجيب وثلاثة شبان كانوا معه من القبض على المشتبه فيه الذي كان مسلّحاً وسلّموه إلى القوى الأمنية، فيما تمكّن الآخرون من الهرب.


سرقة 158 سيارة خلال الشهر الماضي

سجّل شهر أيلول رقماً قياسياً لجهة عدد السيارات المسروقة والمسلوبة بقوة السلاح، فقد سجّلت التقارير الأمنية لقوى الأمن الداخلي سرقة 158 سيارة، بينها نحو 40 سيارة سُلبت بقوة السلاح.
وقد توزّعت عمليات السلب والسرقة بين مختلف المناطق اللبنانية، إلّا أن القسم الأكبر منها تركّز في منطقة البقاع. تجدر الإشارة إلى أن أغلب السيارات المسلوبة من الموديلات الحديثة، ما يوحي للسارقين بأن أصحاب هذه السيارات ميسورون، الأمر الذي يطمئن السارقين إلى أن هؤلاء لن يقاوموا عمليات السلب، فضلاً عن أنهم سيدفعون أي مبلغ يُطلب منهم. كما يُشار إلى أنّ معظم السيارات التي تجري سرقتها أو سلبها بالقوة من باقي المناطق، تُنقل إلى البقاع تمهيداً لعملية مساومة مع صاحب السيارة للحصول منه على مبلغ من المال.
وقد تمكّنت القوى الأمنية من العثور على 57 سيارة من أصل 158 سُرقت الشهر الماضي.