strong>مرّ اليوم الأول في المدارس الرسمية بلا كتاب. لكنّ مصادر وزارة التربية تؤكد أنّ التأخير لن يتجاوز 15 الجاري. وتسلم المديرون مذكرة تشرح آلية توزيع الكتب. وبانتظار الفرج، ابتكروا طرقاً للتعليم، كإعطاء الدروس على الدفاتر أو تبادل الكتب المستعملة يتجمع بعض الطلاب الثانويين أمام مجمع المدارس الرسمية في بئر حسن. يستعدون للمغادرة. «زعبونا»، تقول الطالبة في ثانوية العلامة صبحي المحمصاني، ديمة حمزة، ممازحة. وتوضح: «العام الدراسي سيبدأ تدريجاً، اليوم طلاب الثانوي الثالث، وغداً الثانوي الثاني، وبعد غد الثانوي الأول». في الداخل، تستمر أعمال التسجيل في ابتدائيات ومتوسطات المجمع، وخصوصاً للتلامذة الجدد الذين لم يخضع بعضهم لامتحانات الدخول حتى الآن. يفاوض الأهالي الإدارات للسماح باستقبال بعض الحالات الخاصة.
في المقابل، لم يمنع تأخير الكتاب المدرسي المجاني العائدين من اختبار متعة اليوم الأول. حضر هؤلاء بحماسة إلى المدارس الرسمية في بيروت. تعايشوا مع فكرة عدم وجود كتاب بين أيديهم. «اليوم شرح الأستاذ أول درس رياضيات وكتبنا عالدفتر وين المشكلة؟»، تقول ملاك محمود في ثانوية العلامة عبد الله العلايلي الرسمية للبنات. تشرح مديرة الثانوية سارة العجوز أنّ الدراسة لم تنتظم بعد، لكن اندفاع الأساتذة والإداريين جعلنا ننجح في الانطلاقة بنسبة 70 في المئة، وسنعمد إلى تصوير بعض الدروس بانتظار وصول الكتب».
وكان المديرون قد تسلموا مذكرة تشرح آلية تسليم الكتب، وهي أن يملأ مدير المدرسة استمارة: «بيان عدد التلامذة» على نسختين ترسل نسخة منها إلى رئيس المنطقة التربوية التابع لها قبل 6 تشرين الأول. وتسلّم النسخة الثانية إلى مندوب من المكتبة المكلفة من نقابة أصحاب المكتبات في لبنان توفير الكتب المدرسية المطلوبة. ثم يسلم مندوب المكتبة مدير المدرسة الكتب حسب بيان التلامذة المسجلين رسمياً ونهائياً مقابل بيان تسلم يوقعه مدير المدرسة. ويسلّم المدير كل تلميذ مسجل رسمياً في مدرسته رزمة كاملة من الكتب مقابل توقيع ولي أمره على وثيقة التسلم.
لكن ماذا عن الموعد النهائي للتسليم؟ «المكتبات جاهزة للتوزيع، ومن المتوقع أن تصل70% من الكتب إلى المدارس قبل 15 تشرين الأول الجاري»، يؤكد نقيب أصحاب المكتبات في لبنان أمين فرح.
في النبطية، خصصت متوسطة كفررمان الرسمية اليوم الأول «لإنهاء ملء الاستمارات التي تتيح للتلامذة الإعفاء من رسوم التسجيل والاستفادة من مجانية الكتب». وأشار مدير المدرسة محمود ظاهر إلى «أنّه يوم وثيقة التسجيل، حيث تمكنا قبل الظهر من إرسال الاستمارات المتعلقة بـ375 تلميذاً مسجلاً في مدرستنا، إلى المنطقة التربوية، لكي نتمكن من الحصول باكراً على الكتب».
يلفت ظاهر إلى «أننا طلبنا إلى التلامذة إحضار كتبهم القديمة المستعملة وتبادلها قبل وصول الكتب المجانية، وقد أسهمت هذه الفكرة بتعميم مشروع دائم لتبادل الكتاب، لكوننا سنطلب من الأهل تسليمنا الكتب المجانية الجديدة في نهاية العام الدراسي الحالي، ومن التلامذة الاعتناء بكتبهم، تحت عنوان أنها ستنتقل إلى زملائهم».
أما في غرب بعلبك، فلم يترجم التعميم الصادر عن وزارة التربية ببدء العام الدراسي الرسمي في 6 تشرين الأول، في باحات المدارس الرسمية وداخل قاعات التدريس. في المقابل، لم يغفل أصحاب المكتبات تخوفهم من التأخير في دفع المستحقات المالية بدل الأموال التي سيدفعونها نقداً لمراكز تسليم الكتب.
وفي الشمال، غابت عن الشوارع حركة الباصات المعتادة، وخصوصاً في شوارع المدينة الداخلية. فالمدارس الرسمية في المدينة فتحت أبوابها، لكن الانطلاقة لم تكن بالشكل المطلوب. والمفارقة أنّ مركز الدائرة التربوية في الشمال شهد ضغطاً لم تتسع له الأدراج المؤدية إلى الطابق الثاني حيث تُسلّم الشهادات الرسمية، وتُصَدّق الافادات الرسمية، ما يدل على تأخر معظم الأهالي في إتمام المعاملات المدرسية وتركها حتى اللحظات الأخيرة.
وفي متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية في صيدا، تسأل مدرسة تلامذة الصف الأول ابتدائي: «أين كتاب العلوم، وهل يوجد في حقيبة أي أحد منكم كتاب ما؟»، يأتيها الجواب بشكل جماعي: «لأ معناش كتب». وأوضحت إدارات بعض المدارس الرسمية في صيدا أن الكتب ستكون بحوزة تلامذتها خلال ثلاثة أيام!
(شارك في التغطية: فاتن الحاج، كامل جابر، رامح حمية، فريد بو فرنسيس وخالد الغربي).


البقاع الغربي
لا إفادات للتلامذة


أفاد مراسل «الأخبار» في البقاع الغربي، أسامة القادري أنّ مشكلة برزت لدى عدد من التلامذة الذين لم يتمكّنوا من بدء عامهم الدراسي بسبب عدم استحصالهم على إفادات من مدارسهم الخاصة السابقة لتراكم الأقساط. وطالبت مصادر تربوية في المنطقة بالعودة عن القرار والسماح بإعطاء الإفادات للطلاب.