نيفين حمادةفي «اليوم العالمي للرؤية» في 9 الشهر الجاري، تطلق «الهيئة الوطنية للوقاية من العمى» في لبنان حملة وطنية، مهمتها التوعية الاجتماعية للوقاية من الأمراض المسببة لفقدان البصر. الدكتورة سامية حداد، من الهيئة، وهي المتخصصة في طب العيون، تلفت إلى أن ثمة خللاً في التوعية المتعلقة بأمراض العيون في المجتمع اللبناني، وذلك بفعل «الإهمال الرسمي وعدم الاهتمام الشعبي». ونبهت من أن الوقاية مهمة جداً وهي ممارسة تبدأ في المنزل، فللأهل الدور الكبير في ملاحظة الطفل وتوعيته على التصرفات التي يمكن أن تحافظ على نظره وإجراء الفحوصات الدورية له، وأضافت أنه يجدر بإدارات المدارس أن تُخضع التلامذة لفحوصات طبية للنظر.
وأكدت حداد غياب إحصائيات دقيقة وحديثة لنسبة العمى في لبنان أو لنسبة الأمراض المسببة له، فآخر إحصائية نُفذت عام 1995، حيث هناك تقدير ما لا يقل عن 15000 معوق بصرياً، 65% من الذكور و35% من الإناث.
ورغم التقدم التقني والأطباء والمتخصصين الكفوئين، إلاّ أن نسبة الإصابة بأمراض العيون تتزايد، وفق ما تؤكد حداد التي تلفت إلى أن سكان المناطق النائية لا يلقون الاهتمام الصحي.
تقسم الحملة الوطنية للتوعية إلى قسمين:
حملة التوعية الأولية، هدفها تسليط الضوء على داء عضوي عام يكون من مسببات الإصابة بالعمى، وتؤدي مضاعفاته إلى العمى، كداء السكري مثلاً، ففي لبنان ما يقرب من 650 ألف مريض بالسكري، فلا بد من أن 30 % منهم يعاني اضطرابات في شبكة العين.
والتوعية الثانية مهمتها توعية على الأمراض «العينية»، أي الخاصة بالعيون التي تسبب العمى أو ضعف النظر الجزئي في حال عدم كشفها المبكر ومعالجتها بشكل سليم.
وتشير حداد إلى أن أعضاء الهيئة لاحظوا أن ثمة حاجة كبيرة لإجراء دراسة علمية دقيقة للأوضاع السائدة، وإجراء مسح شامل لكل المشاكل «العينية» لدى عينات المجتمع وفي كل المناطق، وتحديد الأولويات ووضع اليد على المشاكل الأكثر شيوعاً وتسبباً بالعمى.