عبد الله محمد دلوعالعيون مرهقة، وانتفاخاتها تتدحرج وتتهدّل كبالونات مطاطية مليئة بيأس ووجوم. أسئلة تكره أن يجاب عليها، فمهمّتها الوحيدة هي نفخ العقل البشري باحتمالات لا نهائية، وبصيص أمل واحد يتيم وتائه، والقدرة المطلقة على الإجابة هي من اختصاص المثل الأعلى الكامل. أحلامنا بالرحيل والهروب باتت معدومة، فالأسئلة تركب أجود خيول روما وبني ربيعة ستركض حتى نهاية الأرض ونهاية النهاية ولن تكف أبداً... والدماء التي تجري في المخ بشكل وحشي تطالبه بالإجابة، أضحت أكثر من الدماء التي تسيل فوق مصارف المجاري وسقوف الصفيح، وهي أيضاً تلحّ بطلب الإجابة. نحن شعب داخ من كثرة الاحتمالات في عقله. فهنا نجد مغني راب وبجانبه مجذوب يلتف بسبحته يدور هاذياً بحب الذات. قد ولقد ولذا فلذا وقتئذ وحينئذ، غابت العبارات وتهنا في تفاصيل كافرة يسكن بداخلها شيطان البلادة واللامبالاة.
اعذروا الشعب فهو ليس متفرغاً للإجابة، فوراءه وصلة من القتل الجماعي ورقصة بالشمعدان فوق مقابر أسلافه.