هيثم خزعليعمد بعض الأطباء في المستشفيات إلى فصل الطفل عن أمه بعد ولادته مباشرة، وذلك بهدف إراحة الأم وتأمين الدفء للطفل، وحمايته من الميكروبات المنتشرة في غرفة الولادة. ترى الطبيبة النسائية سهى بيطار أن هذا التصرف الطبي الشائع خاطئ وقد يخلق مشاكل نفسية عند الأم تتمثل بـ«اكتئاب ما بعد الولادة»، أي النزوع إلى التفكير السلبي، والشعور بالقنوط الذي تعاني منه المرأة بعد ولادة طفلها. وتخشى النساء اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، من أن يُلحق هذا الأمر أضراراً بالطفل بطريقة أو بأخرى، ما يكرّس لديهن الشعور بأنهن أمهات غير صالحات.
ولهذا الاكتئاب أعراض تشمل: فقدان الطاقة، وعدم القدرة على النوم، وفقدان الشهية والشعور بالتعب بعد النوم، والتوتر والقلق الزائد، والارتباك والخوف المفرط من التغيّرات البدنية وفقدان الثقة.
لا سبب محدداً للأزمات العاطفية التي تعاني منها العديد من النساء بعد الوضع. وتشير بيطار إلى أن التغيرات السريعة التي تحصل بعد الوضع في مستوى الهرمونين الأنثويين الأستروجين والبروجيستيرون تؤثر تأثيراً كبيراً على الصحة النفسية للمرأة.
وبعد الوضع، ينخفض مستوى البروجيستيرون بنسبة كبيرة. هذا التناقص الحاد في مستوى الهرمونات الأنثوية يؤدي دوراً مهماً في الاكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الوضع.
إضافة إلى التغيرات البيولوجية، هناك عوامل أخرى تساهم في الإصابة باكتئاب ما بعد الوضع، وتشمل فصل الطفل عن أمه الذي يولّد إحساساً عندها بأنها خسرت جزءاً من ذاتها.