ديما شريفكما أتى الإيرلنديون إلى الندوة التي توخّى منها منظّموها تحت قبة البرلمان ضرب المثل في حل النزاعات، بدون حزب «الشين فاين» الركن الأساسي في الصراع الدائر في بلادهم منذ 30 عاماً، غاب جزء كبير من اللبنانيين المتصارعين هم أيضاً على هوية الدولة، عن ندوة «دور الأحزاب في دعم الحوار الوطني وعمل المؤسسات» التي نظّمها مجلس النواب اللبناني أمس بالتعاون مع مؤسسة «ويستمنستر» البريطانية للديموقراطية.
وبهذا خابت آمال المنظّمين، فقد كانوا يريدون جمع النواب كي يتعلّموا، ربما، من تجربة الإيرلنديين. فهؤلاء بعد قرون من الصراع الطائفي والسياسي في ما بينهم، استطاعوا عبر الحوار إنهاء قسم من خلافاتهم ووضع حد للحرب الدائرة بينهم. ورغم رعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري للندوة عبر ممثّله النائب أنور الخليل، لم يكن هناك من وجود ملحوظ لنواب كتلته، أو حلفائه، عدا بضعة ممثلين عن: التيار الوطني الحر، التنظيم الشعبي الناصري، حزب البعث العربي والحزب السوري القومي الاجتماعي. وكان الأمل بوجودٍ حتى ولو رمزياً لطرفي النزاع اللبنانيين، قد يكون مفيداً، إلا أن غياب القوى الأخرى المناوئة، ما عدا ممثل حركة اليسار الديموقراطي، وآخر عن التقدمي الاشتراكي، خيب الآمال. كما حضر ممثلون عن حزب الكتلة الوطنية، والحزب الشيوعي اللبناني وحزب النجّادة. وأكدت ممثلة مؤسسة «ويستمنستر» في لبنان دينا ملحم «للأخبار» أن المجلس دعا كل الأحزاب الممثلة فيه للمشاركة. لا بل إن المؤسسة اتصلت بكل الأحزاب غير الممثّلة فيه، ورغم ذلك ...
هكذا إذاً، لم يجد نواب الأمة ضرورة لمناقشة نظرائهم الإيرلنديين، وأبرزهم إيان بايسلي جونيور، أبرز وجوه الصراع في إيرلندا، في موضوع شديد الأهمية محليّاً على الأقل بتوقيته. بايسلي شدّد على أنه في أي حوار على الأطراف أن تحدّد هدفاً لها، وتعمل على تحقيقه. من جهته، أكد آلان ماكفارلند ضرورة وجود نوع من الثقة بين المتصارعين، وأهمية الحوار كضمانة لإيجاد الحلول. وكان ماكفارلند قد عبّر عن سعادته «بوجود دبابات أقل في شوارع بيروت» منذ زيارته السابقة في آذار الماضي. أما أليكس آتوود، فرأى أن الحل «يكون أسهل عندما تسحب الدول الخارجية يدها من الداخل، ليحل اللبنانيون مشاكلهم وحدهم دون تدخل من إيران، السعودية أميركا وإسرائيل». مؤكداً أن هذا ما حدث في إيرلندا الشمالية، عندما أخرجت كلّ من جمهورية ايرلندا وبريطانيا نفسيهما من الصراع.
وحضر سلاح حزب الله بعد كلمات النواب الضيوف، فزايدت المداخلات المحلية على أهميته لمحاربة إسرائيل، مقابل تشديد النائب آتوود على سحب السلاح من الأفراد كي لا تتكرر أحداث مثل تلك التي حصلت في طرابلس.