البقاع الغربي ــ أسامة القادري«مستقبل ولادي بالخاصة مش بالرسمية... وعالخاصة مالنا قدرة»، يقول سميح حسين، ابن إحدى قرى البقاع الغربي. يدرك حسين أن مستوى التعليم في المدارس الرسمية متدنٍّ، إلا أنه لا يملك المال الكافي لتسجيل أولاده الأربعة في مدارس خاصة. يتحدّث رب الأسرة عن التمييز الذي يعانيه الفقراء في التعليم بحسرة، «الأستاذ يدرّس في المدرسة الحكومية ويسجّل أولاده في الخاصة، والدولة تدعمه من عرقنا ودمنا. وتدعم العسكر والضباط... كأن أولادهم أولاد الستّ وأولادنا أولاد الجارية».
هذا الواقع المتردي للتعليم الرسمي دفع بإنصاف أبو نوح إلى نقل أولادها إلى مدرسة خاصة «رغم أن أي تحسّن لم يطرأ على مدخولنا». تشرح أبو نوح الأسباب التي دفعتها إلى تنفيذ هذه الخطوة «بلغت الأقساط ثلاثة ملايين ليرة، إضافة إلى القرطاسية والنقل، لكن المستوى السيئ للتعليم أجبرنا على ذلك لتأمين مستوى أفضل لأولادنا». تنتقد طريقة تعامل المدارس الرسمية مع الأهالي، إذ إنها لا تقبل انتقاداتهم، وتؤكد أنّها دائماً على حق.
ردّاً على هذه الاتهامات، يقول مدير إحدى المدارس الرسمية إنّ تذمّر الأهالي مُبالغ فيه «فمن المدرسة الرسمية تخرّج أطباء ومحامون وصحافيون لامعون». لا ينفي المدير أن المدارس الرسمية تعاني كباقي المؤسسات الرسمية في الدولة من فساد في الإدارات والأداء، ومن إهمال الدولة أيضاً «وتناسيها أن المجتمع يكبر وينمو». يشير المدير إلى «أن سياسة الدولة الاقتصادية هي التي تحرم التعليم الرسمي من ثقة المواطن، حيث تجيز لموظفي الدولة منحاً تعليمية في المدارس الخاصة. هذا ما يفرض حالة من الطبقية السيئة على المجتمع والغيرة بين أبناء الحي الواحد، ما يعكس صورة سلبية عن عملنا في هذا القطاع».
أما إقبال المواطنين على التسجيل في التعليم الرسمي، فهو إقبال على «المجاني»، يوضح المدير.