صيدا ـ خالد الغربيعلى قاعدة التضامن الأخويّ، يعلو صراخ الشقيقتين غنوة ونانا عساف (خمسة أعوام) «بدنا ماما» وهما تقفان في رواق متوسطة الشهيد معروف سعد الرسمية في صيدا. هناك يستسلم عدد من التلامذة الصغار لدموعهم التي تنهمر بغزارة. أما التلميذ أحمد دياب، فظنّ أنّه غير مقبول بعد فرز التلامذة حسب الشُّعب، وراح يستغيث «ليش ما إلي صف». يتدخل الناظر ويُطمئن الصغار «كلنا منفوت ومن دون بكي».
هكذا انطلق العام الدراسي في المدارس الرسمية في صيدا مع المشاكل الروتينية المعتادة، كتوزيع الطلاب على الشعب والصفوف ووجود أخطاء إدارية وتسجيلية، فيما استجدّت هذا العام مسألة توزيع الكتب على التلامذة. ولفتت رئيسة المنطقة التربوية في الجنوب جمال بغدادي إلى أنّ انطلاق العام الدراسي بشكل منتظم كل سنة يحتاج الى يومين أو ثلاثة.
لكن مصادر تربوية مطلعة أبدت خشيتها من التأخّر في توزيع الكتب ليس لسوء في النية بل لضعف آلية التوزيع التي قد تُعتمد، ما قد يؤدي إلى هدر مزيد من الأيام دون أن يكون بحوزة التلامذة الكتب والمناهج المقررة.
ورصدت «الأخبار» في جولة استطلاعية على بعض مدارس عاصمة الجنوب شكاوى الإدارات من تقصير لدى شريحة من أهالي التلامذة. إذ ظن بعض هؤلاء أن «المكرمة» السعودية تعفيهم من التوجه إلى المدرسة لتسجيل أولادهم وحجز مقاعدهم. «بدههم إياها محلوقة منتوفة»، تقول إحدى الناظرات التي فاجأها تلامذة حضروا وأسماؤهم غير مدوّنة على لوائح الشطب المدرسية.
في إحدى المدارس، قامت طفلة لم تتجاوز الرابعة من العمر بالترفيه عن أترابها الصغار الباكين فرقصت لهم على أغنية شاطر شاطر، بينما المديرة تلفت نظر التلامذة إلى أن «المدرسة داهنة (طالية) غرفها جديد ومش من أول يوم بدنا نشحبر الحيطان».