رضوان مرتضىخرج جوزف خاتشادوريان من السجن ميتاً بعد تعرّضه على مدى 6 أيام لنوبات لم يُعالج منها بطريقة تمكّنه من تخطّيها. أما السجين شهيد حبشي، الذي كان يبلغ من العمر 72 عاماً، فقد أدخل سجن رومية بتهمة حيازة مخدرات، وأجريت له عملية جراحية (فتق)، تفاقمت بعدها حالته الصحية، امتلأت رئتاه بالماء وتعطّلت كليتاه عن العمل. ازداد بعدها الأمر سوءاً بسبب وجوده داخل السجن من دون رعاية تمريضية متخصصة، جاء بعدها خروج شهيد من السجن مماثلاً لخروج جوزف، خرج إلى المدافن. أما السجين حسين الحاج (65 عاماً) فقد «انفجر دماغه» في السجن وخرج أيضاً إلى المصير نفسه.
جوزف وشهيد وحسين و24 سجيناً آخر دخلوا السجن بأقدامهم وخرجوا محمّلين على أكفّ نقلتهم مباشرة إلى المقابر. عائلات هؤلاء السجناء تحمّل إدارة السجون مسؤولية إزهاق أرواحهم نتيجة إهمال سبّب، بقصد أو بغير قصد، وفاة أبنائهم وأحبّائهم. فصهر السجين حسين الحاج، عبد الله الحاج، حمّل العاملين في السجن المسؤولية الكاملة عن وفاة والد زوجته، مشيراً إلى أن هناك 11 شاهداً ضمن سجن زحلة مستعدين أن يشهدوا بأن الحرّاس وضعوا حسين الحاج في الممرّ وعلا صراخه في السجن نتيجة الألم الذي أصابه في رأسه دون أن يقوموا بأي شيء لمساعدته، «لحدّ ما فصل»، يكمل الصهر، بعدها قاموا بنقله إلى المستشفى حيث بيّن تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة ناتجة من انفجار في الدماغ. ولفت صهر الحاج إلى أنّه مستعد لرفع دعوى على آمر سجن زحلة وقتذاك، ليتحمّل كلٌّ مسؤولياته.
«لا أعلم عن أي تحقيق تتحدث»، يقول والد السجين جوزف، ويضيف «ما أعلمه أن ابني قد توفي، ولا شيء سيعيده». يسترجع الوالد المفجوع ما حصل مع ابنه «زوزو»، حسبما أخبره أصدقاء المرحوم، ويسأل بحيرة: «يعني ... هل ستدين الدولة نفسها؟».