البقاع ــ أسامة القادريحملة التوعية والتشدد بلياقة بعد إعلام المواطنين للحد من حوادث السير لم تلق تجاوباً من البقاعيين، ولم تضع حداً للتجاوزات التي هي سبب ارتفاع نسبة الحوادث والضحايا التي تسقط على الطريق الدولية الممتدة من شتورا حتى الحدود اللبنانية السورية في منطقة المصنع. فرغم الضحايا العديدة التي سقطت على هذه الطريق، والتي جعلت خوفاً ما يلتصق باسمها وبعابرها، إلا أن اقتراحات الحلول لم تجد سبيلاً للحد من تزايدها. التشدد والحواجز المتنقلة التي باشرت بتنفيذها مفرزة سير زحلة في شتورا إضافة الى الدوريات و«الردارات» لم تمنع وقوع المزيد من الحوادث منذ تاريخ التشدد قبل شهر تقريباً، لتحصد أربعة قتلى وثمانية جرحى ما بين منطقة تعنايل والمصنع، وتحديداً عند مفترقات القرى المعروفة باسم «المصلبية»، المفتوحة بعضها على بعض وسط الطريق.
حسني الزغلول سائق تاكسي ما بين شتورا والمصنع يعرض المخاطر الذي يواجهها السائق عند هذه الطريق «كل الطريق فتحات. ما بنصدق كيف بنخلص.. أصعب منطقة عنا اياها منطقة دير زنون وبر الياس وتعنايل، ما بتعرف كيف بزقوا (ينزلقوا) قدامنا». ويشير إلى أنه عندما تكون هناك حواجز ثابتة ومتنقلة في «يوم أمني»، صار السائقون يدركون أنه في هذا اليوم تزداد مخاطر الطريق بسبب «الهاربين» الذين «يزمطون» فيعترضون العابرين باطمئنان. أما أبو شادي وهو سائق تاكسي ايضاً، فيقول ضاحكاً «ما بعرف ليش بيمشوا بعكس السير، منطقتنا بتضرب الرقم القياسي بالفتحات».
وقد أشار مصدر أمني لـ«الأخبار» إلى أن مفرزة السير لا تستطيع أن تقيم حاجزاً أو تضع عنصراً عند كل مفترق وفتحة، وذلك لتزايد عددها غير الطبيعي. وأعاد سبب انتشار الفتحات إلى استحداث ورش عمل تابعة لمجلس الانماء والاعمار في أواخر 1990 وبدايات 2000 فتحات وسط الطريق الدولية المفترض أن تكون مقفلة بمسافة تبعد 4 كلم عن كل منفذ، شرط أن لا تكون قبالة مفارق القرى والمناطق والمحال التجارية التي تشهد ازدحاماً وعبوراً مستمرين. لكن أصحاب المحال والأفران ومحطات الوقود المنتشرة على جانبي الطريق الدولية، استطاعوا أن يأتوا بوساطات من الوصاية السورية التي كانت قائمة لتضغط لاستحداث هذه «المنافذ». هكذا انتشر ما يزيد على خمسين «فتحة»، على طول الخط الفاصل في الاتجاهين من شتورا حتى المصنع بمسافة 15 كيلومتراً أي بما يعادل فتحة كل 300 متر. هذه المنافذ هي السبب في حوادث لا تحصى، حيث لا وجود لجسور تربط القرى بالطريق الدولية من دون مخاطر، كما تساعد هذه الفتحات على إعاقة عمل شرطة السير لأن المخالف يجد لنفسه مهارب قريبة في أي لحظة وأي مكان يكون فيه على هذه الطريق.