وضع تيار المستقبل الحجر الأساس لـ«مدرسة التبانة الأولى الرسمية» في طرابلس، ضمن خطة لبناء مدارس عدة في المنطقة «تستوعب جميع تلامذة التبانة»
إيلي حنا
«هذا يوم هام لأطفال التبانة وأهلها. نرى الآن من يصدّر العلم ويحث عليه، ومن يبني الميليشيات ويصدّر الإرهاب»، هكذا تعلّق ربة المنزل رابعة قدّور، وهي من سكان «باب التبانة»، على بناء مدرسة جديدة في منطقتها مقدمة من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري. وفضّلت قدّور أن تبقى واقفة كي تتابع عن كثب احتفال وضع الحجر الأساس لـ«مدرسة التبانة الأولى الرسمية» مساء الثلاثاء، «والكلمات التي ألهبت الجماهير الحاضرة».
امتلأ حوالى مئتي كرسي بالأهالي الذين جاؤوا للمشاركة في الاحتفال على أرض ملعب نادي المودّة في منطقة الدباغة. وتحوّل الاحتفال إلى مهرجان سياسي بامتياز لتيار المستقبل، مع أعلامه المزروعة في كل مكان، التي وزعت بشكل كثيف على الشباب والأطفال الحاضرين. لم تغب الأغاني الحزبية قبل الحفل وبين الكلمات، في وقت استقبل كشافة التيار الشخصيات بمعزوفاتهم. كما انتشرت قوى الأمن الداخلي في المنطقة والشوارع المحيطة، وتمركز بعض عناصرها على أسطح المباني المحيطة، وإن كانت شرفاتها امتلأت بالناس مع راياتهم الزرقاء.
يصعد عريف الحفل ليقدّم كلمة النائب سمير الجسر، ويصل وقتها «أبو أحمد السمرجي»، مسؤول أفواج طرابلس فيرحب به، ويعلو التصفيق الحار به من الجماهير. حرارة الترحيب بـ«أبو أحمد» لم تنسحب على حالة الطريق العام والأسواق المحيطة، فالحركة التجارية كانت أكثر من طبيعية. يستغرب أحد الباعة المتجولين هذا الضجيج كله «لأجل مدرسة ابتدائية يعلم الله متى ينتهي بناؤها في ظلّ وجود مدارس ابتدائية عدة في التبانة، كان الأفضل دعمها لتقدم نتيجة إيجابية سريعاً».
وبالفعل في التبانة مدارس ابتدائية عدة كمدرسة لقمان الرسمية، الوطنية اللبنانية والعلوم الجديدة. أما متوسطة التبانة الوحيدة فتقع على الأوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار، أي فعلياً خارج حدود التبانة. إلى جانب ذلك، فإن هذه المدرسة الجديدة تبنى على عقارات ثلاثة تابعة لبلدية التبانة لكن قرب سوق الدباغة. أما بالنسبة إلى الثانويات فهي لم تبصر النور بعد في المنطقة. ووعد منسق تيار المستقبل في طرابلس عبد الغني كبارة في كلمته بوضع الحجر الأساس «لمدرسة التبانة الثانية الرسمية» خلال أسابيع، وبسلسلة من النشاطات التربوية والبيئية التي تندرج ضمن التنمية البشرية المستدامة.
يبدو من العرض الذي رافق الاحتفال أن المدرسة ستكون متطورة، إذ تحتوي مختبرات علمية ومعلوماتية وقاعات للمسرح وتصل قدرتها الاستيعابية إلى 1200 تلميذ.
هكذا تستكمل الحملة التربوية الإنمائية لتيار المستقبل تباعاً، من آلاف الحقائب المدرسية التي وزعت في عكار، إلى افتتاح حديقتين في الأسابيع المقبلة. وتنفذ هذه المشاريع كلها بمشاركة مجلس الإنماء والإعمار ووزارة التربية والتعليم العالي، أما الرعاية فمحسومة، وعلى نفقة «الشيخ سعد» الخاصة. ولم يمر الموضوع بطبيعة الحال مرور الكرام في الشارع الطرابلسي، فغطّت اللافتات شوارع المدينة شاكرةً مهللةً «للمكرمة الجديدة» التي تتبع وتكمّل «مكرمة السعودية».