ديما شريففي الوقت نفسه، كان النائب ميشال عون يعلن مطالبته بـ«النسبية في الدائرة المتوسّطة... أو الدائرة الصغرى، أي نائب أو اثنين، والسبب أن هناك بعض الدوائر التي لا يمكننا أن نقيم فيها دائرة فردية. فالنظام طائفي، ولا نستطيع فصل الطوائف بعضها عن بعض. مثلاً في المتن، لا نستطيع فصل المذاهب المسيحية بعضها عن بعض، وهناك تداخل».
لم أستطع كبح اندفاعي، وسط هذا الاهتمام الكبير بالنظام الانتخابي وصحة التمثيل، وقررت أنّ من المعيب أن أبقى صامتة والكل يدلي بدلوه في مستقبل البلد. فأمضيت ليالي عدة بيضاء وأنا أفكّر بالنظام الانتخابي الأفضل لي، وبالدائرة التي بالتأكيد ستوصلني إلى حجز مقعدي تحت قبة البرلمان، لأقضي أربع سنوات جالسة بين نواب الصدفة والمحادل، أشرب معهم الشاي وأتعلّم منهم رقص الدبكة مع الضباط الأجانب، عرباً كانوا أو غربيين.
بعد تفكير عميق، توصّلت إلى أن الدائرة «الصُغَيْرَة» تناسبني وتناسب مصلحة الأرزة. الدائرة الصغيرة مع النسبية بالطبع. وتمتد هذه الدائرة طولياً على مسافة خمسة مبانٍ سكنية (هي عدد مباني الحي الذي أسكن فيه)، وحوالى 15 متراً في العرض. هكذا، مع معدّل 5 طبقات في المبنى الواحد، سأفوز إذا حصلت على 256 صوتاً من أصل 500 هي معدّل أصوات الحي، هذا إذا خفضنا سن الاقتراع كي يصوّت أصدقائي في حركة الشبيبة لي.