خضر سلامةهل يمكن أن يستغيث بك جهاز كمبيوترك يوماً، ليبلغك أن أحدهم سرقه منك؟
الأمر ممكن وفق المشروع الجديد الذي عرضته منظمة فراونهوفر الألمانية، والمسمى VitOl.
إنه يقوم على تطوير نظام معلوماتي مؤلف من شبكة أجهزة تحسس في مؤتمر الاتحاد الفرنسي الأوروبي الرئاسي في نيس جنوب فرنسا، وفي العرض، قدمت المنظمة «عناصر ذكية»، تزوّد بها البضائع والقطع الثمينة المعرّضة للسرقة أو للضياع، وهذا الاختراع يختلف عن سابقاته من أجهزة التحسس، فلا يحتاج لأمرٍ أو طلبٍ من مدير الشبكة لتحديد موقعه، بل يتصل تلقائياً بمركز الشبكة عند تحركه من مكانه، مبلّغاً عن تحركات القطعة التي تحويه ضمن خريطة التوزيع المعتمدة، كما يزود بسجل شامل لكل البنود والتعليمات والأرقام اللازمة للسلعة، ما يدعم شفافية عملية تدفق السلع وتصنيعها وترويجها.
مثلاً، عندما تتحرك العلبة أو يخف وزنها، يتّصل هذا الذكاء الاصطناعي، القابع في Vitol، بالنظام المعلوماتي شارحاً حيثيات المشكلة، تاركاً للنظام تقييم مدى جديتها، ولا تكمن الإفادة من هذه التقنية في حماية السلعة وأمن السوق وحدها، بل يمكن الاستفادة منها أيضاً في الحصول على تقارير استعمال السلع ومشاكلها وغيره.
جهاز التحسس هذا، يعتمد على تكنولوجيا wireless الذاتي، هذه التكنولوجيا تؤمن له الاتصال بقاعدة البيانات وشبكة الـIT، ومن مميزاته أيضاً، قدرة المستهلك على الاستعانة به للاتصال بمستهلك آخر وتبادل المعلومات معه.
طُوّرت كل العناصر اللازمة لإتمام التقنية الجديدة، من ميكانيكية شبكة الـAd-hoc، إلى بروتوكولات الاتصال، وسائل حفظ الطاقة، البرمجة المطلوبة وحسابات الألغوريتميات، كلها تمت في مختبرات فراونهوفر لشبكات الاتصالات، وينكب المختصون على إنهاء المشروع بشكل يسمح بوضعه قيد الاستعمال، وإنهاء حسابات التسويق والمبيع والكلفة العالية نسبياً إلى الآن، ولحل بعض المشاكل الحسابية الباقية في نظام التشغيل.
مشروع VitOl حصيلة تعاون بين 58 معهداً في ألمانيا في مجالات عديدة في قطاع العلوم التطبيقية. ومن المؤكد أنه يثير التساؤلات عن حدود الخصوصية الباقية للمستهلك في عالم التكنولوجيا.