جانا رحال
بعد أن يُفتح الباب، يتحرك درج صغير نحو الأسفل ليدخلك إلى القبة. وحين تصبح في الداخل ستتمكن من رؤية شاشة عريضة، وعلى امتداد 360 درجة، وجهاز صوت ذي أبعاد ثلاثة 3D. وفي هذه القبة كاميرات تلحق حركة جسمك، ولها أرضية حساسة تكشف إذا كنت تمشي أم تقفز. هذا ليس خيالاً بل إنه واقع وهمي تعمل على خلقه مجموعة عالمية من المصممين NAU تسعى لتغيير طريقة التفاعل مع شبكة الإنترنت. ويُطلق على هذه القبة اسم كوكون «Immersive Cocoon».
يشرح المهندس في NAU تينو سشادلر أن شاشة العرض والصوت والتفاعل كلها اجتمعت معاً لخلق هذه التجربة الرقمية. ويضيف أن الكوكون تختلف عن الجلوس أمام شاشة والنظر إلى صور أو طباعة كلمات، لأن الجسم كله يُغمر داخلها.
تَرى الكوكون مخيلتك وأفعالك المعلومات الأساسية. فتساعدك على المس والشعور بالـ«المعلومات»، والتلاعب بها كأنك تتعامل مع أشياء مادية. تخيل أن لديك «كوكون» في منزلك موصلة بشبكة الإنترنت، فبدل أن تُدخل الأوامر بواسطة لوح المفاتيح أو تحريك فأرة الكمبيوتر، يمكنك بكل بساطة أن تصل إلى المعلومات وتقبض عليها من حولك. ما عليك فعله هو الدخول إلى الكوكون وتطلب المعلومة التي تريدها، مثلاً أن تكون تمشي بشارع «الرومان بمبي»، وتصل إلى مبنى ويقول لك الحارس إنه معبد لآلهة جوبيتر، فبواسطة حركة بمعصمك تحفظ المعلومة، وتنهي فروضك وتخرج من كوكون لتعود إلى غرفتك.
إن لاعبي الفيديو سوف يتعرفون سريعاً إلى قوة اللعب في الكوكون، فالكاميرات والمقومات البصرية الموجودة تجعل اللعبة واقعية إلى أقصى الحدود، حيث يُستخدم الجسم كله لمحاربة الأعداء من كل الاتجاهات.
يرى سشادلر أن الكوكون يمكنها إعادة تشكيل حياتنا العملية بسماحها العمل في المنزل والقيام بالاجتماعات الوهمية مع مساعديك الوهميين. وتأمل NAU أن يكتمل عمل الكوكون في تشرين الأول 2009، وأن تصبح متوافرة في الأسواق عام 2014. فمن المفترض أن تُستخدم في الأماكن العامة أو في الشركات إلى أن تصبح رخيصة للاستهلاك في الأسواق.
يشرح هاني، رشيد المشارك في هذا المشروع، أن متحف غوغنهيم «كان يريد نشر أعماله بواسطة الإنترنت، لكنهم أرادوا خلق مساحة وهمية. لذلك اقتُرح تصميم مستقبلي يوفر لمحة مؤثرة للمستقبل تكون فيها المساحات الوهمية مصممة بتفاصيل المباني الواقعية نفسها».
إن رشيد وسشادلر هما من المهندسين الجدد الذين يعشقون العالم الوهمي، كارتياحهما للعالم المادي. كما يوافق المهندسين على أنه عندما يتقدم الإنترنت ليشمل الأبعاد الثلاثة، حينها سيصمم المهندسون التفاعل بين الأماكن الوهمية.
من جهه أخرى، بينما تحاول مجموعة NAU خلق مهرب من العالم الواقعي، يعمل آخرون على دمج المعلومات الوهمية مع العالم الواقعي. فيعمل رئيس Interactive Media Division في جامعة كاليفورنيا الجنوبية سكوت فيشير مع شركة يابانية NTT Docomo على نوع جديد من التكنولوجيا المعروف بـ«augmented reality» بمعنى زيادة الواقعية. تهدف هذه التكنولوجيا إلى الاستمرار في الحياتين الطبيعية والواقعية مع قدرة زيادة المعلومات الإضافية. فيشرح فيشر ذلك أنه بإمكان الشخص أن يمشي في شوارع طوكيو ويرى معلومات عن المطعم الذي بجانبه، أو أن يمشي بجانب محل تجاري ويرى معلومات عن التنزيلات الموجودة هناك.
هذا النوع من التكنولوجيا استُخدم قبل سنوات بواسطة قبطان الطائرة، لكنه لم يستعمل شخصياً لأنه يتطلب وسيلة قابلة للنقل والحمل كالسماعات والميكروفون. يعمل المصممون على إنشاء هذه الوسيلة بشكل عصري وخفيف، لأن السماعات والميكروفون الأساسي لا يمكن استخدامهما في الأماكن العامة.
ويكمل فيشر أن هذا النوع من الواقعية ما زال في مرحلة البحث، لكن هناك بعض الشركات التي تريد البدء بالتسويق في السنوات المقبلة.