روان عز الدينتحوّل الحب عند بعض المراهقين والمراهقات إلى أداة تختلف بمضمونها عن معنى الحب الحقيقي. صار عنواناً يترأس حياتهم ورمزاً لمشكلات لا مخرج منها. أضحى وسيلة لهوٍ يعبث بها مَن يشاء. تأخذ من وقتهم وتكون غالباً السبب الرئيسي لضياعهم وفشلهم. في إطار هذه اللعبة، تتنافس الفتيات على قدرة لفت نظر أكبر عدد من الفتيان. ويتنافسون هم بدورهم على قدرة امتلاك أكبر عدد منهن. لا يجدون التعبير عن الحب إلا من خلال الوردة التي لا تذبل والقلب الأحمر الذي لا يكفّ عن ذرف الدم عندما يخترقه سهم يحمل اسمي الحبيبين (كما يريان نفسيهما).
للأغنيات الاستعراضية أسلوب في تشويه صورة الحب، حيث يبرع المغنون في تمثيل فاحش يضاهي براعة المحترفين من عارضي الأزياد والأجساد، كما يبرعون في تدنيس صورة الفن وتزوير المشاعر و«ترخيص» القيم.
أغنيات تفتقر إلى الإحساس كما للعاطفة، يبّست المشاعر وعبثت بالحب، ابتلعت واقعيته وعفويته.
ما هذا الجيل؟ ضاعت العناية الأساسية بالحب، بعدما كانت مصدراً للسعادة والفرح، أصبحت مصدراً للتقهقر والعذاب والمعاناة. مع هذا الجيل، احتقرت المشاعر واستنفدت تلك الطاقات السحرية واهترأت القلوب.